في مثل هذا اليوم من العام 1934، وُلد الشاعر والكاتب المسرحي والصحافي السوري محمد الماغوط، والذي لا يزال إلى اليوم كاتباً مقروءاً وحاضراً في متداول الثقافة العربية وهو ما يدلّ على أصالة تجربته ووجود صدى لها عند القرّاء من مختلف الأجيال. يُعزى ذلك إلى روح مرحة تخلّلت نصوصه فقد عُرف بجمعه بين البساطة والحسّ التهكّمي.
ترك ابن حماة إرثًا أدبيًا متنوّعاً من الشعر النثري والأعمال المسرحية والسينمائية، وفيه نلتقط الكثير من أصداء حياته. عاش شاعرنا تجربة السجن، حيث اعتقل في سجن المزّة في خمسينيات القرن الماضي؛ وهناك وُلدت أولى أفكاره الأدبية ومن ورائها رغبته في تغيير أطروحات الكتابة العربية وأدوارها.
باعتماده على البسيط والحسّي لبناء عوالم نصوصه كان الماغوط يشقّ طريقاً في تجديد الشعر العربي، وقد صار أحد روّاد ما سيُعرف بـ قصيدة النثر، لكنه على عكس رفاق له، مثل أنسي الحاج وأدونيس، لم يأت إليها من منطلقات نظرية أو حتى بالاستناد إلى معرفة بتاريخ الشعر العربي أو آفاقه العالمية. كان - وهو الآتي من بساطة "بدوي أحمر" - يفهم الشعر باعتباره انعكاساً مباشراً لحالة يودّ إيصالها عبر لغة شفافة مبسّطة.
في مسرحية "المهرّج"، التي مُثلت في عام 1960، وطبعت عام 1998، تسأل إحدى الشخصيات: كيف ضاعت فلسطين، يجيبها المهرّج: ضاعت بالخطب. وتبقى مسرحية "كاسك يا وطن"، راسخة في ذاكرتنا الوطنية مجسّدة حزننا على وطن أردناه، لنردّد معها دومًا "بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب لا مالي ولا ولادي على حبك ما لي حبيب".
كتب أيضًا للمسرح: "ضيعة تشرين" و"غربة". ومن أعماله الشعرية: "حزن على ضوء القمر" و"الفرح ليس مهنتي"، و"غرفة بملايين الجدران".
نحتفل بشاعرنا، الراحل في العام 2006، برسومات خاصة، ومقتطفات من أبرز أعماله.
رسم: أنس عوض