نادراً ما كان شاطئ الرملة البيضاء يمتلئ بالناس. فالكثير من التقارير تُحذّر من السباحة والاستجمام عند هذا الشاطئ بسبب تلوّثه، إلا أن المشهد خلال الأيام الماضية تغير كثيراً. ولحسن الحظ، لا يزال الطقس الصيفي يساعد على ذلك. منذ مساء الاثنين 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، بدأت آلة الحرب الإسرائيلية تشنّ أعنف غاراتها على البلدات الجنوبية الحدودية مع شمال فلسطين المحتلة، لتصل في وقت لاحق إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، ثم إلى أهداف أخرى وسط العاصمة، ما دفع عدداً أكبر من الناس إلى النزوح.
وفي الوقت الحالي، وبحسب آخر تقرير صادر عن وحدة إدارة الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، فإن العدد الإجمالي للنازحين ارتفع إلى مليون و200 ألف شخص، بينهم 172 ألفاً مسجلون في مراكز الإيواء. كذلك أشار التقرير إلى أن عدد مراكز الإيواء بلغ حوالي 874 مركزاً، ويستمر هذا الرقم في الازدياد مع تواصل النزوح من جنوب لبنان وشرقه، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولم يجد المئات غير الشاطئ مكاناً ينزحون إليه. وضعوا خيامهم على الرمال حيث يقضون يومهم، على أمل العودة إلى بيوتهم في أقرب وقت. يُشار إلى أن القدرة الاستيعابية القصوى للشاطئ تصل إلى حدود 15 عائلة، أي 100 شخص، غير أنّ العدد اليوم يصل ليلاً إلى حدود الألف.
(العربي الجديد)