يلفّ لبنان الغضب منذ يوم أمس الثلاثاء، بعد نشر "الوكالة الوطنية للإعلام" (الرسمية) خبراً أعلنت فيه إدعاء النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان على رجل الدين الشيعي المعروف بمعارضته لـ"حزب الله"، علي الأمين، بجرم "لقاء مسؤولين إسرائيليين في البحرين، والتحريض بين الطوائف وبث الدسائس والفتن، ومهاجمة المقاومة وشهدائها بشكل دائم".
الخبر الذي جاء بعد أيام من اعتقال الناشطة كيندا الخطيب وتوجيه تهمة العمالة وزيارة الأراضي المحتلّة لها، أحدث موجة بلبلة واسعة، إذ اعتُبر بداية عهد اتّهام كل مَن يعارض "حزب الله" وعهد رئيس الجمهورية ميشال عون، بالعمالة للعدو الإسرائيلي. كثرت التصريحات التي دانت الادعاء على الأمين منذ الأمس، والتحليلات حول الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى شنّ جيوش إلكترونية مؤيدة للحزب لحملة تحريض على الأمين.
لكنّ المفاجأة كانت بعدما تبين أنّ الخبر عارٍ عن الصحة، بل هو خبرٌ كاذب نشرته الوكالة الرسمية من دون التدقيق فيه. وانتشرت حملة غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأربعاء، تدعو الوكالة إلى الاعتذار، كما تدعو إلى التدقيق في آليات العمل فيها.
واليوم الأربعاء، أعلنت الوكالة عن خطئها، مقدمةً اعتذارها، ومبررة الخطأ بأنّ مندوبها اختلط عليه البلاغ المقدّم ضدّ الأمين بنصّ الادعاء الرسمي عليه. وقالت "إن الوكالة الوطنية للإعلام إذ تعتذر عن نشر الخبر بالصيغة التي ورد فيها، تؤكد أن الأمر لا يعدو كونه زلة وقع فيها مندوبها، إذ التبس عليه الأمر بين الجرائم المذكورة في الإخبار وما شملته مواد الادعاء".
وتواجه الوكالة الرسمية اتهامات بالتحيّز منذ سنوات، خصوصاً أنها لا تنشر تقارير عن حال المواطنين وإنما تكتفي في كثير من الأحيان ببيانات وتصريحات وحفلات الزعماء السياسيين.
والعام الماضي، تكثّف نشر أخبار كاذبة في الوكالة، في سياق استعداء الانتفاضة الشعبية التي قامت في 17 تشرين الأول/أكتوبر في لبنان. وكان بينها نشر الوكالة خبراً قالت فيه إنّ متظاهرين في وسط بيروت هجموا على سيارة رباعية الدفع، من دون ذكر أن السيارة نفسها أطلقت النار على المحتجين.
وفي العام الماضي أيضاً، أحدث قرار إقالة مديرة الوكالة السابقة لور سليمان، وتعيين الكاتب زياد حرفوش (المحسوب على التيار الوطني الحر) بدلاً منها، جدلاً واسعاً في البلاد، وتخوّفاً من إقصاء الرأي الآخر عنها. قبل أن تبدأ "حوادث" نشر شائعات وأخبار مفبركة.
والعام الماضي، تكثّف نشر أخبار كاذبة في الوكالة، في سياق استعداء الانتفاضة الشعبية التي قامت في 17 تشرين الأول/أكتوبر في لبنان. وكان بينها نشر الوكالة خبراً قالت فيه إنّ متظاهرين في وسط بيروت هجموا على سيارة رباعية الدفع، من دون ذكر أن السيارة نفسها أطلقت النار على المحتجين.
وفي العام الماضي أيضاً، أحدث قرار إقالة مديرة الوكالة السابقة لور سليمان، وتعيين الكاتب زياد حرفوش (المحسوب على التيار الوطني الحر) بدلاً منها، جدلاً واسعاً في البلاد، وتخوّفاً من إقصاء الرأي الآخر عنها. قبل أن تبدأ "حوادث" نشر شائعات وأخبار مفبركة.