سقطة مذيعة مصرية تفضح تعليمات المخابرات بشأن وفاة مرسي

المعروف داخل القنوات التلفزيونية المصرية التي أصبحت الاستخبارات العامة تسيطر على معظمها أن التعليمات ترد من الجهاز عبر البريد الإلكتروني أو رسائل من تطبيق "واتساب" على هواتف رؤساء ومديري التحرير، ثم تترجم إلى أخبار وتقارير تُبث على الشاشات المختلفة.

لكن ما حدث أثناء تغطية الوفاة المفاجئة للرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، في قاعة محاكمته ظهر أمس، كشف عن حالة غير مسبوقة في التخبط والارتباك داخل وسائل الإعلام التابعة لجهاز المخابرات؛ خلال قراءة مذيعة شابة نشرة الأخبار في قناة "إكسترا نيوز"، ورد إليها على شريط الأخبار (أوتو كيو) تصريحات عن "مصدر طبي مسؤول" لم تذكر اسمه ولا صفته تزعم "تعاون مصلحة السجون مع عدد من المستشفيات لخدمة ورعاية مرسي الطبية".

وتلت المذيعة تفاصيل الخبر قائلة "تم وضع المذكور تحت الرعاية الطبية منذ نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، وتقديم العلاج الطبي اللازم له بشكل دوري، وقد أكد المصدر أن جميع الوثائق الطبية التي تؤكد تقديم الرعاية الطبية له موجودة وسيتم تقديمها للجهات المعنية".

أما الفضيحة فهي أن المذيعة بعدما أنهت قراءة الخبر، قرأت الجملة التي توضع آلياً في نهاية البريد الإلكتروني أي "تم الإرسال من جهاز "سامسونغ"، وبذلك تكون قد كشفت عن أن معد النشرة وضع البريد الإلكتروني الذي ورده من الضابط المسؤول من دون أي تعديل أو حذف.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل ذلك المقطع الذي أثار عاصفة من السخرية، حتى أن بعض المعلقين تذكروا الواقعة الشهيرة لوزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي ألقى كلمة وفي نهايتها قرأ جملة "نهاية الخبر" End Of Text.

ونشرت ألما مصطفى الفيديو معلقة "هيك لما بتقرأ بيان واصل تازة من المخابرات.. وبتكون مذيع بتستحق مكانك.. بتنوه إنه تم الإرسال من جهاز سامسونغ.. حكماً".

لكن يبدو أن مصطفى كان له رأي آخر: "ربما ضميرها حي لدرجة دفعتها لاختتام الخبر الكاذب.. بخبر صحيح. أنا لو كنت مكانها لفعلت مثلها".

وقال نجل الرئيس المصري، أحمد محمد مرسي، إن والده دُفن في القاهرة في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، في مراسم اقتصرت على الأسرة، بعد يوم من إصابته بنوبة قلبية داخل المحكمة في حين انهالت التعازي على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتب عبر "فيسبوك": "قمنا بتغسيل جثمانه الشريف بمستشفى سجن ليمان طرة وقمنا بالصلاة عليه داخل مسجد السجن ولم يصل عليه إلا أسرته". وأضاف "تم الدفن بمقابر مرشدي جماعة الإخوان المسلمين بمدينة نصر لرفض الجهات الأمنية دفنه بمقابر الأسرة بالشرقية".

ومحمد مرسي هو أول رئيس منتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر الحديث، وهو مسجون منذ عزله الجيش عام 2013، بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي دام عاماً واحداً.