يواجه إمبراطور الإعلام، روبرت مردوخ، معارضة سياسية في المملكة المتحدة، بسبب سعيه للاستحواذ على شركة "سكاي" التلفزيونية البريطانية، مقابل 11.7 مليار جنيه إسترليني، علماً أن 39 في المائة من أسهم الشركة تملكها مجموعته الإعلامية الكبرى، "21st Century Fox".
ودعا الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، إد ميلباند، الحكومة البريطانية إلى منع مردوخ من الاستحواذ على "سكاي"، في حديثه أمام البرلمان البريطاني، أمس الثلاثاء.
وقال ميلباند إن "عائلة مردوخ تسعى إلى قلب الحكم في البرلمان والمنظمين والبلاد كلها رأساً على عقب". وأضاف "إذا كان استحواذ "فوكس" على "سكاي" خاطئاً عام 2012، فلا يزال خاطئاً اليوم".
وحاولت مجموعة مردوخ السيطرة الكاملة على "سكاي" حينها، لكنها عدلت عن ذلك بسبب التوتر الذي نجم عن قضية التنصت الهاتفي الذي قامت به صحيفة "نيوز أوف ذا وورد" الشعبية التابعة للمجموعة.
عندما تعرض الصفقة رسمياً أمام الحكومة البريطانية، ستلعب وزيرة الثقافة، كارين برادلي، دوراً "شبه قضائي"، وعليها أن تقرر إذا كانت تشكل أي خطر على المصلحة العامة، وتحديداً ما يخصّ التعددية الإعلامية في البلاد، وفقاً لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أمس الثلاثاء.
وكان إعلاميون في مؤسسات منافسة أعربوا عن تخوفهم من إتمام الصفقة، ما يمنح مردوخ سيطرة على المناقصات الخاصة بالأحداث الرياضية الرئيسية والبرامج التلفزيونية والأفلام.
ويواجه مردوخ حالياً اتهامات من مؤسسات إعلامية عدة في المملكة المتحدة بمحاولة الضغط على الحكومة والتأثير في قرارها، بشأن صفقة الاستحواذ على "سكاي"، وبينها صحيفة "ذا غارديان". ووجّه مردوخ رسالة مباشرة للصحيفة، الإثنين، قال فيها إنه "مبدئي ولم يطلب أي شيء من أي رئيس وزراء سابقاً".
وأنكر في رسالته قوله "عندما أذهب إلى داوننغ ستريت (عنوان مسكن رئيس الوزراء البريطاني) يفعلون ما أقول. عندما أذهب إلى بروكسل، لا يبدون أي انتباه"، وفقاً لما نقل عنه الصحافي الاقتصادي، أنتوني هيلتون.
في المقابل، نشرت "ذا غارديان"، أمس الثلاثاء، مقالاً ردّت فيه على رسالة مردوخ، وأشارت إلى أن الوقائع تناقض تصريحاته حول عدم طلبه أي مساعدة من أي رئيس وزراء بريطاني.
وأفادت بأنه طلب مساعدة رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، لتخطي معارضة المفوضية الأوروبية صفقة استحواذه على قناة تلفزيونية مقابل 800 مليون جنيه إسترليني في عام 1998.
ونشرت الصحيفة تفاصيل محضر الاجتماع بين مردوخ وبلير، لافتة إلى أن الأخير كان يعمل على مشروع مشترك بين قناة "سكاي" و"بي تي"، وحثّه مردوخ على الدفع باتجاه إنهاء الصفقة. وقال له مردوخ إن "الجهود المتضافرة من قبل رئيس الوزراء والمستشار الألماني لاحقاً هلموت كول قد توقف المفوضية عند حدها في هذه القضية".
كما أفاد محضر الاجتماع بأن بلير قال إنه "متعاطف فطرياً مع ما كان مردوخ يحاول تحقيقه" و"عرض إمكانية التفكير في أفضل السبل للتعامل مع المفوضية". وقال "سنحاول أن نجعل خبراءنا في بروكسل ينظرون في الأمر، ثم أستعرض الأمر مع كول"، وفقاً لتسجيلات كتبها سكرتير بلير الخاص، أنغوس لابسلي.
وأوضح مردوخ لبلير أنه "قد يكون مفيداً معرفة الوقت الذي قد تستلزمه المفوضية الأوروبية لاتخاذ قرارها". بعد الاجتماع، طلب بلير من الدبلوماسيين البريطانيين في بروكسل "النظر في الوضع الراهن للمفوضية بأسرع وقت ممكن، وتقديم المشورة حول التكتيكات"، وفقاً لـ"ذا غارديان".
كما أشارت الصحيفة إلى أن اجتماع مردوخ مع بلير عام 1998 لم يكن الأول من نوعه بين رجل الأعمال الأسترالي المولد ورئيس وزراء بريطاني لمناقشة صفقة كبرى، إذ استغرق الأمر ثلاثين عاماً، للحصول على تفاصيل حفل غداء جمعه مع رئيسة الوزراء السابقة، مارغريت ثاتشر، عام 1981.