قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إنه "لا يقبل بوجود إعلام موحد ومؤيد للسلطة فقط في بلاده، وإنما يريد صوتاً إعلامياً مؤيداً لمصر بشكل عام، وليس للسلطة وحدها، بحيث يستهدف تصويب الوعي المزيف الذي تكون على مدار سنوات"، معتبراً أن "الإعلام المصري لا يؤدي دوره الحقيقي في تسليط الضوء على حل أزمات مثل الزيادة السكانية، والتعليم، أو غيرها من المشكلات التي يعاني منها المصريون".
وأضاف السيسي، على هامش جلسات منتدى شباب العالم المنعقدة في مدينة شرم الشيخ، اليوم الثلاثاء، أن المراقبين الأجانب ينظرون إلى مصر من منظور أوروبي خالص، وليس متعمقاً في الأحداث الداخلية بشكل كبير، داعياً القائمين على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى الغوص في قضايا المجتمع المصري، وتفهمها بشكل دقيق، مع استقاء المعلومات والبيانات من مصادرها الرسمية الموثقة.
وفي الوقت الذي اتهم فيه السيسي "بي بي سي" بعدم المهنية، أو الاعتماد على مصادر "متعلمة جيداً" في تقاريرها، أشاد بتجربة موقع "اليوم السابع" الإخباري في نشر الأخبار "الحقيقية" في مصر والمنطقة العربية، وهو الموقع التابع لشركة مملوكة للاستخبارات العامة، ويشتهر بين أواسط الصحافيين بـ"الأخبار المفبركة"، وترويج وسوم إلكترونية غير حقيقة دفاعاً عن إجراءات السلطة القمعية.
ورد السيسي على تساؤل مراسلة قناة "بي بي سي" العربية، بشأن تحول وسائل الإعلام في مصر لإعلام الصوت الواحد، وهو ليس من شروط الممارسة الديمقراطية، بالقول: "إن وسائل الإعلام المصرية لا تتحدث عن التحديات التي تواجه الدولة المصرية، وعلى رأسها قضيتا الزيادة السكانية، والتعليم، بوصفهما من أهم التحديات التي تواجهها مصر"، متسائلاً: "هل تبنى الإعلام حملة لمواجهة الزيادة السكانية؟".
وزاد السيسي: "هل ناقش الإعلام ملف التعليم في مصر بشكل متكامل، فتح الملف بمنتهى الموضوعية؟، لم يحدث... ويجب أن نضع في الاعتبار ما حدث بمصر خلال السنوات السبع الماضية، وتأثيرها على أداء الدولة المصرية... وعندما يحدث تناول من جانب المراقبين يقيمون لنا وفقاً لمعاييرهم، وليس وفقاً لمعاييرنا... مع أنه يجب مراعاة ظروف مصر وثقافتها".
وتابع: "الدستور هو الذي شكل وأعد الآليات الخاصة بصياغة الإعلام، ووسائل الإعلام لا تؤدي دورها بالصورة الصحيحة، وتترك الساحة خالية لوسائل التواصل الاجتماعي، التي تضم أشخاصاً وأجهزة تقوم بدور سلبي"، مستطرداً "يا ريتهم يقولوا كلامي، وأتمنى أن يكون الإعلام المصري صوت مخلص وأمين وشريف وواع... ويجعل وعي شباب مصر أكبر، في ما يخص القضايا والتحديات التي تواجه الدولة".
وادعى السيسي أن "مصر حققت نتائج إيجابية فيما يتعلق بالاستقرار، وزيادة وعي المواطنين، وأن الدولة (النظام) تتخذ إجراءات أمنية في مكافحة الإرهاب، بالتوازي مع خطوات بناء الشخصية المصرية، بهدف تحقيق الاستقرار، وزيادة وعي المواطنين بالتحديات التي تواجهها مصر"، زاعماً أن "بلاده حققت نجاحاً كبيراً في مواجهة الإرهاب، ليس من منظور أمني فقط، ولكن من منظور فكري كذلك".