وأطلقوا حملات عدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمين أكثر من وسم، أبرزها "#انقذوا_البصرة"، لإيصال رسائلهم إلى المجتمع الدولي من جهة، والضغط على حكومة بلادهم من جهة أخرى لاتخاذ حلول ناجعة لهذه المشكلة.
الناشط أحمد الذواق ذكر في تغريدة له أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، قال قبل ثلاث سنوات إن ماء البصرة لا يصلح للاستخدام الآدمي. ووجه الذواق سؤالاً للعبادي: "ماذا فعلت لهم خلال هذه السنوات الثلاث؟".
الإعلامي غزوان الجاسم كتب: "كلما تكلم أهل البصرة عن حقوقهم اتهموا بالعنصرية وعندما يشربون ماءً ملوثا قيل لهم اصبروا الوضع لا يتحمل"، مضيفاً "طوال السنوات الماضية كان ممثلوهم في البرلمان يتنازلون عن البترودولار وكل المكتسبات الدستورية من أجل مصالح شخصية".
واستنكر الإعلامي ريناس علي: "البصرة يا ناس، البصرة أم الخير" في نداء تحذيري، يوضح من خلاله أن البصرة التي تعتبر أغنى محافظة عراقية ومن أغنى مدن العالم لاحتوائها على أهم وأكبر حقول النفط في البلاد، فضلاً عن كونها المدينة الوحيدة في العراق التي تملك إطلالة بحرية وموانئ تجارية تعاني من ضائقة كبيرة.
بدوره، وجّه الإعلامي ستيفن نبيل، رسالة باللغة الإنكليزية إلى المنظمات الإغاثية الدولية للمشاركة في إنقاذ سكان البصرة، مرفقاً إياها بمقطع فيديو صور داخل أحد مستشفيات البصرة يوضح حقيقة ما يجري هناك.
Twitter Post
|
حساب "هداية الرحمن" نشر صورة لمجموعة كبيرة من الأسماك الميتة، وكتب أن "الحياة بالبصره بدأت بالموت. اليوم الأسماك وغداً البشر. كل شيء بالبصرة يستغيث، الحيوانات والبشر والشجر، هل من مغيث؟".
Twitter Post
|
عدد كبير من الناشطين تفاعلوا أيضاً مع وسم حمل عنوان "#البصرة_مدينة_منكوبة". وتحت هذا الوسم، كتب ظاهر صالح الخرسان، مبيناً أن "أهل البصرة، إذا أرادوا إحراج الحكومة عليهم أن يطلبوا الماء من إيران فستنتفض كل جاليات الجمهورية بالعراق، التي تباكت على التومان ولم تبك على البصرة ومأساتها وسيقولون لكم إنه ماء طهور"، وهي إشارة إلى أن الحكومة تهتم للشأن الإيراني ولا تعطي أدنى اهتمام للشأن العراقي.
Twitter Post
|
وتحت وسم "#انقذوا_البصرة_المنكوبة"، كتب مواطن أن "البصرة تموت!!! نحن من البصرة الماء هنا يقتلنا، الهواء هنا يقتلنا".
Twitter Post
|
وتشهد البصرة احتجاجات شعبية متواصلة منذ 9 يوليو/تموز الماضي، انتشرت لاحقاً في محافظات وسط وجنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية، على خلفية تردي الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء فضلًا عن قلة فرص العمل.
وتواجه البصرة منذ أكثر من عشرة أعوام مشكلة الملوحة وارتفاع نسبها في شط العرب، بسبب قذف إيران لمياه المبازل فيه، إذ تشترك إيران بجزء من شاطئه الشرقي.
وكانت وزارة الموارد المائية العراقية دعت إيران إلى التوقف عن قذف مياه المبازل المالحة في شط العرب.
إلى جانب ذلك، طالبت "المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق" بإعلان محافظة البصرة مدينة منكوبة بسبب ما تشهده من كارثة بيئية وارتفاع نسبة الملوحة في المياه ونقص الأدوية.
وأعربت المفوضية في البيان عن استغرابها من عدم وجود أي توجه حكومي يوازي حجم الكارثة إزاء ما وصفته "بالأوضاع الخطيرة والدقيقة التي تمر بها محافظة البصرة"، من ارتفاع اللسان الملحي وزيادة التلوث في المياه.
ودعت المفوضية الحكومة العراقية، ممثلة برئيس الوزراء حيدر العبادي، بالانتقال مع وزراء الصحة والبيئة والموارد المائية إلى البصرة للوقوف على هذه الكارثة، والاطمئنان على أهلها، وإعلان البصرة مدينة منكوبة.