وكانت حالة من الهلع، قد عمت ليل الخميس الجمعة، في الأزقة المجاورة للمقر المركزي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربي، وذلك بسبب اندلاع حريق في قسم الأرشيف بالشركة، التي تبث عبر ست قنوات حكومية في المغرب.
وبحسب معطيات حصل عليها "العربي الجديد"، فإن الحريق لم يخلف أي خسائر بشرية بخلاف المبنى الذي تعرض لأضرار بسبب تأثير النيران، إلى جانب إتلاف جزء من أرشيف الأشرطة الذي يضم تغطية وتسجيلات لعدد من الأنشطة الرسمية وغيرها.
وفيما ساد جو من الخوف بمحيط الشركة المتواجد في حي حسان، وسط العاصمة المغربية الرباط، سارع رجال الوقاية المدنية والإطفاء لإخماد الحريق، الذي تطلبت محاصرته بالطابق الأرضي للقناة والحيلولة دون انتقاله للطوابق الأخرى عدة ساعات، بحسب شهود عيان.
ودق متابعون ناقوس الخطر بشأن هذا الحادث، وتساءل حسن الهيثمي عبر صفحته على "فيسبوك"، عن قيام الشركة بهذه العملية أو عدمها، موضحا أنه "إذا لم تتم هذه العملية فإن ضياع جزء من الأرشيف مأساة كبيرة ورزء تاريخي لذاكرة كل المغاربة".
Facebook Post |
إلى ذلك، كشفت مصادر مسؤولة من الشركة لـ"العربي الجديد"، أن الحادث لم يمس سوى جزء من الأرشيف الموجود بالطابق السفلي، الذي يعتبر في الأصل ملحقة للقسم الموجود في الطابق الأول من مبنى الشركة، وهو الطابق الذي يضم مجموعة التسجيلات المتعلقة بالأنشطة الملكية، فيما مست الخسائر الأشرطة المتعلقة بالأنشطة البرلمانية.
المصدر نفسه، أكد لـ"العربي الجديد"، أن الأرشيف الذي أتلفته النيران، قد تمت رقمنته في إطار عملية الرقمنة التي تقوم بها الشركة منذ مدة لأرشيفها.
Facebook Post |
وفتحت السلطات المعنية تحقيقا في الحادثة، للوقوف على أسباب الحريق وملابساته التفصيلية.
يذكر أنه إلى جانب المقر المركزي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، يضم حي حسان أكثر من أربعين ملحقة تابعة للشركة.
ويطالب مهنيون ومهتمون بتحويل مقر القناة من داخل حي حسان السكني المتواجد وسط العاصمة الرباط، إلى خارج المدينة، من خلال بناء مقر آخر أكثر ملاءمة للتطورات التكنولوجية، بالإضافة إلى توسيع نطاق اشتغال الشركة من قناة وحيدة، إلى سبع قنوات.
وأكد بلاغ صادر عن الشركة، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أن الحريق لم يخلف أي خسائر بشرية، مشيرا إلى أن الخسائر طاولت "مخزون أشرطة خام، وكذلك أشرطة لبعض الجلسات البرلمانية، لدى قطاع الأرشيف نسخ أخرى منها، بالإضافة إلى بعض الأعمال الفنية التي تمّت رقمنة معظمها".
وذكر البلاغ أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أطلقت مشروع رقمنة برامجها منذ 4 سنوات مضٓت، لذلك تمّ توظيف 6 أُطر تقنية متخصصة جديدة لهذا الغرض.