بينما تتخلّى المنصات الإعلامية الرقمية والورقية عن مراسليها ومحرريها، يشهد قطاع صحافة الآلة نمواً ملحوظاً، في مؤسسات إعلامية كبرى أبرزها "بلومبيرغ" و"رويترز".
وفي تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أمس الثلاثاء، أفادت بأن نحو ثلث المحتوى الذي ينشره موقع "بلومبيرغ نيوز" يُستخدم فيه نوع من التكنولوجيا الآلية. وتعتمد مؤسسة "بلومبيرغ" على نظام "سايبورغ" Cyborg الذي يساعد المراسلين في إنتاج آلاف المقالات حول أرباح الشركات، مقسمة على 4 فترات سنوياً.
ويعمل نظام "سايبورغ" على تحليل أي تقرير مالي فور صدوره، وإنتاج قصة صحافية فورية تتضمن الحقائق والأرقام الأكثر أهمية.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن "سايبورغ" يساعد "بلومبيرغ" في سباقها ضد وكالة "رويترز" التي تعدّ منافسها الأبرز في مجال صحافة الاقتصاد والأعمال.
وفي السياق نفسه، نشرت النسخة الأسترالية من صحيفة "ذا غارديان"، الأسبوع الماضي، تقريرها الأول بمساعدة النظام الآلي، حول التبرعات السياسية السنوية للأحزاب السياسية في البلاد. وأعلنت مجلة "فوربس" أخيراً أنها كانت تختبر أداة اسمها "بيرتي" Bertie، لتزويد المراسلين بالمسودات ونماذج كتابة الخبر.
وأفادت "نيويورك تايمز" بأن وكالة "أسوشييتد برس" كانت رائدة في هذا المجال، إذ أبرمت صفقة، عام 2014، مع الشركة التكنولوجية "أوتومايتد إنسايتس" Automated Insights التي أطلقت برمجية قادرة على نشر مليارات القصص الصحافية سنوياً.
أما صحيفة "واشنطن بوست" فتضم مراسلاً آلياً (روبوت) داخل مكاتبها، اسمه "هليوغراف" وقد أثبت فعاليته خلال تغطية مسابقات الألعاب الأولمبية في 2016، والانتخابات الرئاسية الأميركية في العام نفسه.
وتختبر صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية ومؤسسة "داو جونز" تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدتهما في مهام مختلفة، بينها تفريغ المقابلات ومساعدة الصحافيين في تحديد الفيديوهات المفبركة والصور الزائفة.
"نيويورك تايمز" أشارت إلى أن لا خطط لديها حالياً لإنتاج القصص الإخبارية آلياً، لكنها اختبرت تقنية الذكاء الاصطناعي في إنتاج الرسائل الإخبارية والإشراف على التعليقات وتعريف الصور خلال أرشفتها.