تصدّرت قناة "الجديد" اللبنانية المشهد، إذ سارعت مراسلتها، راشيل كرم، إلى باريس، أمس الجمعة، و"استطلعت آراء الجيران". كرم اعتبرت أنه "من البديهي" التوجّه إلى منزل الحريري في باريس لرصد أي حركة داخله، وقد تطفّلت على عاملة المنزل، وسألتها: "هل يحضر اليوم الحريري؟"، ثم "اغتنمت" وصول عامل البريد كي تدخل إلى المبنى.
كرم لم تتوانَ عن سؤال العامل عن بريد الحريري، وما زاد الطين بلة ابتسامة سخرية رسمتها بعدما أخطأ العامل في صفة الحريري، ثم أكملت المسرحية الهزلية بإعطائه درساً عن منصب الحريري والتوجّه إلى أحد الموجودين هناك بالسؤال عن رأيه في قضية الحريري.
كذلك بادرت كرم إلى سؤال المارة الفرنسيين عما يعرفونه عن قضية الحريري ووصوله إلى باريس وسبب هذه الزيارة، ولم تتضح للمشاهد طبيعة اعتمادها على المارّة كمصادر في موضوع مماثل. المراسلة لفتت أيضاً إلى "عدم وجود صور للحريري في الشوارع الباريسية كما في بيروت!".
ولا يغيب عن أدائها هذا الأخطاء اللغوية الأخيرة، والجمل المتتالية غير المفهومة، والعبارات المتناقضة المستخدمة، مثل "من المرجح الأكيد" وغيرها.
مراسلة قناة "أل بي سي آي"، ندى أندراوس، نالت حصتها أيضاً من السخرية والانتقادات، خاصة عندما "ركضت" من أجل الحصول على تصريح من مدير مكتب الحريري، نادر الحريري، واستخدامها اسمه الأول في المخاطبة، وعندما تصدّى لها الأمن قالت إنها "لبنانية ويمكنها التحدّث معه".
روّاد مواقع التواصل الاجتماعي تابعوا هذه الهفوات كلها، وغرّدوا ساخرين من خفة الإعلام اللبناني في التعاطي مع قضية سياسية بهذا الحجم. اللافت أن الإعلام واجه هذه الانتقادات منذ استقالة الحريري المفاجئة، في وقت سابق من الشهر الحالي، إذ لم يقدّم أي معطيات صحافية حقيقية عن طبيعة الأوضاع، بل ساهم بدوره في نشر الإشاعات، وافتعل ضجة على الهواء من دون أي خلفيات أو معلومات حقيقية، بل زاد المراسلون في الارتباك الحاصل، عند عدم قدرتهم على الإجابة عن أسئلة المذيع من الاستوديو.