ونشر موقع "ميديوم" تحليلاً عن التغييرات التي أحدثها "واتساب" في تانزانيا، بدأها بتجربة الصحافي أورتون كيشويكو، الذي يعمل في صحيفة "ديلي نيوز"، والذي اعتمد في بناء أكثر من قصة على "واتساب" أساساً. ويقول أورتون "قرأت في إحدى مجموعات "واتساب" أن رجال دين مسلمين قد تم اختطافهم من قبل متمردين شرق الكونغو مطالبين بفدية، قمت ببحث في الموضوع وتوصلت إلى رقم السفير وراسلته عبر "واتساب"، ليجيبني بكل التفاصيل التي بنيت عليها قصتي الخبرية".
ويعتبر كيشويكو واحدًا من الصحافيين المعتمدين على "واتساب" لجمع أخبارهم والتواصل مع المصادر، والذي يتزايد عددهم يوماً عن يوم، بالتزامن مع تزايد شعبية هذه التطبيق في عموم البلاد.
ويستخدم "واتساب" مليار شخص حول العالم، إذ يحتل المرتبة الثانية مباشرة بعد تطبيق "ماسينجر" من الشركة الأم "فيسبوك" التي تبنته بعد صفقة كبيرة قبل عامين.
وعرفت الشركات قيمة هذا التطبيق لتشرع في استغلاله لتوسيع تأثيرها، منها "بي بي سي" التي أعلنت أنها سوف تنشر وثائقياً عن الشباب في الكونغو عبر "واتساب"، و"فايننشال تايميز" التي أعلنت بدورها أنها سوف تنشر مقالات بالمجان عبر التطبيق.
وفي أفريقيا، يعرف استخدام الموبايل نمواً كبيراً، كما أن القارة تعتبر ثاني أكبر سوق للانترنت في العالم مباشرة بعد أميركا اللاتينية.
وفي تانزانيا بالخصوص، يعتبر المواطنون أن "واتساب" مرادف للهاتف الذكي، إذ يتوقع كل تانزاني أن يجد "واتساب" محملاً مسبقاً على الجهاز، وفي حالة العكس، يطلب من البائع أن يقوم بتحميله فوراً.
وتعمل شركات الهواتف على تخفيض أسعار الهواتف أكثر فأكثر، هواتف ذات خدمات أساسية، أهمها بالنسبة للتانزانيين "واتساب" بدون منازع، إذ في تانزانيا لا يعتبر "فيسبوك" المنصة الأولى الأكثر شعبية، بل "واتساب". وظهر ذلك جلياً خلال الانتخابات الرئاسية السنة الماضية، إذ عملت الأحزاب على قياس تفاعل الجمهور مع رسائلها الانتخابية عبر التطبيق، فكانت تعمد إلى إرسال رسائل معينة والانتظار لمشاهدة مدى ترويجها عبر "واتساب"، فإن تم ذلك فهذا يعني أن الرسالة قوية ومؤثرة في الشعب.
وإضافةً إلى اعتبار التطبيق وسيلة لقياس شعبية الأحزاب، فهو وسيلة جيدة للترويج للمحتوى، فرسالة تنتشر عبر 100 مجموعة، تتضمن كل منها 100 شخص، مما يعني أن الرسالة قد وصلت إلى 10,000 شخص.
وهذا ما جعل الصحافيين يدركون قوة التطبيق وتأثيره في الجمهور، إذ صار الصحافيون ينصتون إلى "واتساب" ليتعرفوا على نبض الشارع ويستخلصوا القصص، ثم يبنون على البيانات المستخرجة منها، ويتواصلون مع السياسيين والمؤثرين عبره، ثم ينشرونها عبره دائماً.
لكن هذا لا يعني أن التطبيق بلا سلبيات، فتقول تولانا بوهيلا، مراسلة بي بي سي: "كثير من المعلومات يتم تداولها على أنها رسمية لكن الأمر لا يكون دائماً صحيحاً، ما يعني أن سهولة استخدام التطبيق لا تعني التراجع عن مقاييس التقرير التقليدية".
(العربي الجديد)