نشرت العشرات من المواقع الإخبارية المصرية، حكومية وخاصة، يوم الأربعاء، تقريراً موحداً من دون توقيع تحت عنوان "الحركة المدنية والإخوان وجهان لعملة واحدة"، على غرار العناوين الموحدة التي تتصدر الصحف الموالية لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تمرر لرؤساء التحرير من خلال الضابط المسؤول عن ملف الإعلام في جهاز الأمن الوطني، عبر غروب يجمعهم على تطبيق "واتساب".
ونُشر التقرير نصاً، من دون نقص أو زيادة، على مواقع إلكترونية رئيسية، مثل "بوابة الأهرام" و"الجمهورية أون لاين" و"روز اليوسف" و"الفجر" و"صدى البلد" و"مبتدأ" و"الصباح"، متهماً الأحزاب والشخصيات المنضمة إلى "الحركة المدنية الديمقراطية" بـ"تلقي تمويلات أجنبية" لتشويه صورة مصر في الخارج، على خلفية رفضها للتعديلات الدستورية.
وأورد التقرير أن أعضاء "الحركة المدنية الديمقراطية" متهمون "بتلقي تمويلات أجنبية لمواصلة تحركاتهم المريبة، بالتعاون مع جهات إعلامية خارجية مثل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، ووكالة "رويترز" للأنباء، بغرض تشويه الصورة الخارجية لمصر، ونشر أخبار كاذبة لتضليل المواطنين، في محاولة من الحركة لإعاقة عملية تمرير التعديلات الدستورية".
وأضاف: "بدلاً من رفض التعديلات الدستورية عبر صناديق الاقتراع، تلجأ الحركة المدنية إلى تنظيم المؤتمرات الصحافية، وذلك بعد فشل الحركة الدائم في التواصل مع الجماهير، وإنشاء قاعدة جماهيرية حقيقية"، رداً على عقد قيادات الحركة مؤتمراً صحافياً، اليوم، لإعلان رفض تعديلات الدستور، والمطالبة بتجميد حالة الطوارئ إلى حين إعلان نتائجها، ووقف حملات القبض والاعتقال إزاء المعارضين.
وتابع التقرير: "برغم إدعاء أعضاء الحركة المدنية أنهم من أنصار تطبيق القانون والدستور، فإنهم على النقيض تماماً يعتمدون على أطراف خارجية تدعو للتمييز والعنصرية. كما يلجأون كعادتهم للاستقواء بالخارج، بدليل حرصهم الدائم على استضافة مراسلي "بي بي سي" و"رويترز"، في مؤتمراتهم الصحافية، وآخرها المؤتمر الذي نظمته الحركة لرفض التعديلات الدستورية بمقر الحزب المصري الديمقراطي".
وزاد قائلاً: إن "الحركة تدعي مقاطعتها لقنوات جماعة الإخوان الإرهابية، وعلى ذلك يظهر القيادي في الحركة، خالد داوود، بشكل مكثف على المنابر الإعلامية التابعة لها، وعلى رأسها قناة "التلفزيون العربي" بلندن، في وقت تستضيف فيه بريطانيا عدداً كبيراً من القيادات الهاربة، بما لا يدع مجالاً للشك بوجود علاقة وثيقة بين الحركة المدنية وجماعة الإخوان، وأنهما ليسا سوى وجهين لعملة واحدة".
سبق وكشفت مصادر صحافية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن الاستخبارات العامة توزع مجموعة من التعليمات بشكل يومي على الأذرع الإعلامية عبر غروب "واتساب"، بحيث تتصدر محاور تلك التعليمات جميع عناوين الصحف، والبرامج الحوارية على القنوات الفضائية، وهو ما ظهر بوضوح في العديد من الوقائع، على غرار مانشيتات: "مصر تستيقظ" و"من القاتل" و"يقظة الأمن".