وغرّد تركي الحمد المقرّب من الديوان الملكي السعودي أنه "نشر عني في تويتر أنني قلت إن القدس ليست القضية... وهذا غير صحيح... ما قلته هو أن فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى بعد أن باعها أصحابها... لدي قضية بلدي في التنمية والحرية والانعتاق من الماضي... أما فلسطين... فللبيت رب يحميه حين يتخلى عن ذلك أهل الدار"، أمس الخميس.
وأضاف الحمد "قد يظن البعض أنني ضد القضية الفلسطينية وهذا غير صحيح... منذ عام 1948 ونحن نعاني باسم فلسطين... الانقلابات قامت باسم فلسطين... التنمية تعطلت باسم فلسطين... الحريات قمعت باسم فلسطين... وفي النهاية حتى لو عادت فلسطين فلن تكون أكثر من دولة عربية تقليدية... كفانا غشاً".
وأردف "في جنوب أفريقيا ناضل الصغير قبل الكبير... فهل فعل الفلسطيني ذلك رغم كل الدعم؟ كلا... لن أدعم قضية أهلها أول من تخلى عنها".
تغريدات الحمد المعادية للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية لم تمرّ مرور الكرام على موقع "تويتر"، وانبرى مغردون من دول عربية عدة، بينهم سعوديون، في الدفاع عن فلسطين ومهاجمة الكيان الصهيوني، معتبرين تصريحات الحمد تصب في خانة التطبيع الرسمي العلني مع الاحتلال، كما سخروا منه، معتبرين أن الموقف ليس مستجداً.
وردّ الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، على الحمد، من دون تسميته، مغرداً "أسوأ حملة تشويه للمملكة هي قيام ثلة من المثقفين السعوديين بالتهجم على قضية فلسطين وشعبها الصامد، بتنا كأحمق يضر نفسه بنفسه".
يذكر أن المدوّن الإسرائيلي في "تايمز أوف إسرائيل"، بن تسيون سبيت، نشر سلسلة صور على حسابه على "إنستاغرام" قال إنها من المملكة العربيّة السعودية، بينها صور في مكة المكرمة والرياض والمدينة المنوّرة وجدة والمسجد النبوي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كما أجرت الصحيفة الإلكترونية السعودية، "إيلاف"، مقابلة مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزنكوت، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن طريق مراسلها في القدس المحتلة، مجدي حلبي، في خطوة أخرى أقدم عليها العهد الجديد في السعودية على صعيد إخراج العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى العلن.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن موجة الخطوات المتسارعة لمحور الرياض – أبوظبي نحو التطبيع لم تنحصر في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بل شملت تصريحات مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى لوكالة "فرانس برس" أن الأمير السعودي، الذي زار تل أبيب قبل عدة شهور، هو ولي العهد، محمد بن سلمان، بالإضافة إلى التعاون السرّي في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.