أفاد تقرير حقوقي بأن أكثر من 400 صحافي يمني على الأقل شردتهم الحرب الدائرة في البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ اضطروا إلى الانتقال داخل البلاد وخارجها، "حفاظاً على حياتهم وهروباً من الملاحقات والانتهاكات".
وأكد تقرير "مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي" غير الحكومي أن "حالة التشرد والتهجير القسري التي تعرض لها الصحافيون اليمنيون في المرحلة الراهنة تعد الأكبر في تاريخ البلاد".
وكانت نقابة الصحافيين اليمنيين أشارت مطلع مايو/أيار الحالي إلى أن 26 صحافياً يمنياً قتلوا خلال السنوات الأربع الماضية، ولا يزال 12 آخرون مختطفين لدى مليشيا "الحوثيين" إضافة إلى صحافي مختطف لدى تنظيم "القاعدة" في محافظة حضرموت (شرق البلاد).
واضطرت وسائل إعلام تلفزيونية وإلكترونية يمنية منذ اجتياح الحوثيين وقوات الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، للعاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول عام 2014 إلى النزوح خارج البلاد، ومواصلة بثها من عدد من العواصم العربية ودول أخرى.
وأشار "مركز الإعلام الاقتصادي" إلى أنه استهدف 726 صحافياً مسجلاً رسمياً في نقابة الصحافيين اليمنيين لتسليط الضوء على حجم التشرد الذي تعرض له الصحافيون اليمنيون بحثاً عن الأمان أو باللجوء إلى الخارج.
لكن مئات الصحافيين العاملين في وسائل الإعلام، ومعظمهم من الشباب، لا يزالون خارج سجلات نقابة الصحافيين اليمنيين، لأسباب يعود بعضها إلى توقف النشاط النقابي الإداري في مقرها صنعاء، لذا لم يشمل التقرير أعداداً أخرى من الصحافيين المشردين خارج البلاد.
وتوصل التقرير إلى أن العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة "الحوثيين" كانت المنطقة الأكثر طرداً للصحافيين، نظراً لحجم الانتهاكات التي تتعرض لها الحريات الصحافية بنسبة 86 في المائة من إجمالي عدد الصحافيين المشردين داخل اليمن وخارجها.
وأضاف أن نسبة الصحافيين الذين نزحوا من محافظة تعز بلغت 5 في المائة، وسجلت محافظة عدن 3 في المائة، ثم الحديدة بنسبة 2 في المائة، ومحافظة حضرموت بنسبة 1 في المائة من إجمالي عدد الصحافيين المشردين.
وأوضح التقرير أن 30 في المائة من الصحافيين الذين أجبروا على ترك منازلهم نزحوا إلى مناطق داخل اليمن، ونزح 70 في المائة ممن تم الحصول على معلومات عنهم ضمن الفئة المستهدفة إلى خارج اليمن، بعد تزايد الانتهاكات ضد الصحافيين من مختلف الأطراف.
وأفاد بأن نسبة الصحافيين الذين نزحوا إلى مصر بلغت 32 في المائة، تلتها السعودية بنسبة 28 في المائة، ثم تركيا بنسبة 10 في المائة، وتوزع ما نسبته 28 في المائة بين الإمارات العربية المتحدة والجزائر والسودان وألمانيا والكويت والسويد والولايات المتحدة وسويسرا وعمان وفرنسا وقطر ولبنان وبريطانيا وماليزيا.
وأكد التقرير أن مدينة عدن (العاصمة المؤقتة للبلاد) أكثر المناطق الداخلية جذباً للصحافيين المشردين من مناطق مختلفة في اليمن، حيث بلغت نسبة الصحافيين الذين لجأوا إليها 30 في المائة من اجمالي عدد الصحافيين الذين نزحوا داخلياً، تلتها محافظة تعز بنسبه 28 في المائة، ثم محافظة مأرب بنسبه 16 في المائة، وتوزعت النسب الباقية بين محافظة الحديدة وصنعاء واب وشبوة وذمار.