قبل ظهور مواقع التواصل كان التركيز على الاهتمامات المشتركة داخل دوائر مغلقة من الناس. ثم ظهر "فيسبوك" ليفتح الباب أمام عدد ضخم من "الصداقات"، صداقات غير مبنية على الاهتمامات المشتركة بل فقط على المعرفة، وهي كانت بداية ظهور مواقع التواصل وتوسعها، ثم تراجع دورها الاجتماعي مع السنوات، بحسب تحليل نشره موقع "تيك كرانتش" التقني:
ويزيد "فيسبوك الضغط على المستخدم عبر ميزة People you may know، والتي تقترح أسماء جديدة وتدفع نحو إضافتهم، ثم يفاجأون بالاختلاف الكبير في الاهتمامات من خلال المنشورات غير المرغوبة".
وفي الماضي كان من السهل نسيان الناس والابتعاد عنهم، لكن مع مواقع التواصل يصلكم طلب صداقة من صديق من أيام الثانوية، فتخجلون من رفض الصداقة.
وفي محاولة لجني المزيد من الأرباح أغرقت مواقع التواصل المستخدمين بالإعلانات، وكلما قضيتم المزيد من الوقت في الموقع شاهدتم المزيد من الإعلانات. لهذا لجأت مواقع التواصل إلى الحيل الرخيصة وتصميم الأنماط المظلمة لاستدراجكم إلى البقاء أطول وقت ممكن في المنصة.
ولم تعد الشركات تكتفي بدفعكم نحو فتح التطبيق والدخول إليه، بل انتقلت إلى توجيه المستخدم إلى أجزاء أخرى من الخدمة.
ثم تأتي مشاكل المقترحات التي تعتمد على الخوارزميات، والتي تجعلكم تعودون مراراً وتكراراً.
ويقضي الكبار في الولايات المتحدة ما يقرب من ست ساعات يومياً في استهلاك الوسائط الرقمية، وتمثل الهواتف أكثر من نصف هذا الاستخدام.
ونظراً لأن الشبكات الاجتماعية تحتاج إلى منح المستخدم شيئاً جديداً في كل مرة، فإنها تريد منكم متابعة أكبر عدد ممكن من الأشخاص، والاشتراك في كل قناة على "يوتيوب"، بهذه الطريقة، في كل مرة تعودون هناك شيء جديد.