تلك الكلمات، استلهمت منها صحيفة "كورييري دي لا سيرا" الإيطالية تقريرا عن رفاق جوليو في الاختفاء القسري والتعذيب، بعنوان "المختفون في مصر"، نشرت فيه تفصيلا لأسماء وصور وملخصات عن حياة 396 حالة اختفاء قسري في مصر منذ أغسطس/آب 2015 وحتى الآن.
ونقلت الصحيفة الإيطالية عن هيئة الإذاعة البريطانية، أسماء ضحايا الاختفاء القسري المصريين، خلال الثمانية أشهر الماضية، حسب المعلومات التي وفرتها اللجنة المصرية للحقوق والحريات ومركز النديم، وهما منظمتا مجتمع مدني مصريتان.
Twitter Post
|
وعلى الموقع الإلكتروني للصحيفة، عرضت طريقة تفاعلية للقراء، تظهر فيها خيالات سوداء كثيرة، وبمجرد الوقوف على أي منها، تظهر بيانات المختفي.
وكان مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب أصدر تقريرا بحصاد الانتهاكات والتعذيب خلال العام المنصرم 2015، والذي وصفه بـ"العام الذي لا يضاهيه فيما شهد من انتهاكات سوى عام 2013 الذي شهد مجازر جماعية في الميادين"، وأكد من خلاله أن "الأرقام المفزعة الواردة فيه تؤكد أن التعذيب وسوء المعاملة ليسا حالات فردية، وإنما يعكسان سياسة دولة اختارت القمع أداة للحكم وتخليصا لحساباتها السياسية وتفضيلاتها الطبقية".
وبحسب التقرير الصادر اليوم الأحد، فإن العام المنصرم شهد 700 حالة تعذيب مختلفة، منها 267 حالة تعذيب داخل أقسام الشرطة، و241 حالة تعذيب في السجون، و97 حالة في مقرات الأمن الوطني، و27 أثناء الاعتقال، و26 داخل معسكرات الأمن المركزي، و24 في حجز المحكمة، وباقي الحالات في المؤسسات الإصلاحية، أو غير معروفة المصدر، أو في كمائن المرور.
أما الإخفاء القسري، فأوضح التقرير أن إجمالي الحالات التي رصدها التقرير، منذ بداية يناير/كانون الثاني وحتى نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضيين، خُطف منهم 139 من منازلهم، و25 من مقارّ أعمالهم، بواسطة رجال أمن في زي مدني، واختفى أربعة أشخاص من محبسهم، و21 اختفوا بعد صدور أمر النيابة بإخلاء سبيلهم أو تبرئتهم من المحكمة.
فيما رصدت ووثّقت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات وحدها، 1840 حالة إخفاء قسري في مصر، خلال عام 2015 فقط، وأنه لا يزال منهم 366 حالة رهن الإخفاء القسري حتى الآن، طبقا لما استطاعت توثيقه مع أسر الضحايا.