البرنامج التلفزيوني "جمهورية الثقافة" يقسم التونسيين

20 أكتوبر 2017
أثار البرنامج جدلاً واسعاً (فيسبوك)
+ الخط -
أثار البرنامج التلفزيوني الذي يعده ويقدمه الإعلامي والجامعي عبد الحليم المسعودي ويبثه التلفزيون الرسمي جدلاً واسعاً بين التونسيين وصل إلى حدّ تقسيمهم إلى قسمين، فريق مع البرنامج وآخر معارض له.

البرنامج، الذي يتناول مسائل ثقافية وحضارية، أثار حفيظة قسم من التونسيين اعتبروه موجهاً لخدمة إيديولوجيا معينة تريد القطع مع ارتباطات التونسيين الحضارية مع العرب والإسلام بدعوى الحداثة، فقام هؤلاء بإمضاء عريضة من قبل العديد من المثقفين والأساتذة الجامعيين والسياسيين، ومنهم الباحث والإعلامي جمال الهاني والإعلامي لطفي المسعودي.

وجاء في العريضة أن "البرنامج الممتد الهويات، المسوق للمثقف العام المعادي للاختصاص، المحدود الضيوف، فاقع اللون الإيديولوجي، الذي يحتكر شرعية الرأي وشرعية الرأي المخالف. في صورة مهينة لأبسط قواعد العمل الصحفي وإدارة الحوار، وفِي اعتداء مضحك تراجيكوميدي ويومي على شروط التوازن والتمثيلية الثقافية الدنيا".

وطالب الموقعون على العريضة "قسم البرمجة رأساً ومن ورائه إدارة الإنتاج التلفزيوني ووحدة الإنتاج الثقافي والإدارة العامة للتلفزة الوطنية بصفتها المسؤول المباشر على كل المادة الإعلامية المقدمة بالكف عن استعمال القطاع العمومي كمنبر دعاية إيديولوجية وحتى انتخابية".

ودعوا الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) إلى التدخل و"تحمل مسؤوليتها إزاء هذا الاستحواذ الكلياني الإيديولوجي المقرف المتحزب للإعلام العمومي وإزاء الاستيلاء على القطاع العام بشكل فاضح ومخز ولا أخلاقي وفاشي"، وفق العريضة.

وتم الرد على هذه العريضة بأخرى نشرتها أمس الخميس صحيفة تونسية واسعة الانتشار وأمضاها جامعيون ومثقفون من أبرزهم الدكتورة رجاء بن سلامة، والباحث في التاريخ الإسلامي حمادي الرديسي.

وعبر الموقعون على هذه العريضة المضادة عن مساندتهم "للبرنامج الحواري "جمهورية الثقافة" والقائمين عليه نظراً إلى أنه البرنامج الوحيد المخصص للحوار الهادئ الذي لا يُدعى فيه الأدباء والمفكرون والمثقفون والباحثون وأهل الاختصاص والفنانون للهزل وأحياناً للاستهزاء بهم".

وأضافوا "مطالبتنا بالحدّ من تغييب الأدب والفكر والثقافة والبحث والاختصاص والفن نتيجة هيمنة التجاذبات السياسوية من ناحية والبرامج الإثارية والترفيهية من ناحية أخرى، وهو ما يؤدي إلى تسطيح الوعي وتجهيل المشاهدين والى اقتصار "الحوار" على السياسة والساسة".
دلالات