وكان روفان قد سرق الأضواء بمشاركته الفاعلة في الأسابيع الأولى من الحراك وخطاباته اللاذعة ضد ماكرون وحكومته، وتدخلاته العنيفة في البرلمان التي جرّت عليه بعض العقوبات المالية.
لذا، لا يبدو أن طموح روفان له حدود، خاصة بعدما أحاط علماً رفاقه في الحركة، وخاصة من ذوي الطموح، بنواياه وقدراته، التي يرى البعض أنها تمتد لخلافة زعيم الحزب، جون لوك ميلانشون.
يحاول روفان في الكتاب الذي حمل عنوان "هذا البلد الذي لا تعرفه، (أهلاً بك في فرنسا، السيد ماكرون)"، أن يشرح كيف قاد الرئيس الفرنسي الحالي، خلال عشرين عاماً، استراتيجية إغواء للأوليغارشية (حكم الأقلية)، وعلى الأخص تجاه مالكي الصحف، وهو ما اعتبره "تلطيخاً كبيرا للشرعية الديمقراطية".
وعلى الرغم من حذَر روفان، الصحافي وصاحب مجلة "فكير" الساخرة والمخرج السينمائي، من ميلانشون، إلا أنه اعترف أنه "أوقفَ اليسار على قدميه الاثنتين، الاجتماعية والإيكولوجية". وقارن مرحلة ما قبل ميلانشون حين "كنت أصوّت على أشياء لا ترقى إلى 5 في المائة"، بالحاضر "مع مرشح يصل إلى 19 في المائة، ويلامس الدورة الثانية"، فهذا "أمر كبير".
وإذا كانت وسائل الإعلام الفرنسية تلقفت كلها خبر الفيلم والكتاب باعتبارهما رغبة من النائب روفان في "احتلال" المشهد الإعلامي الفرنسي، لفترة مستدامة، وربما التحضير لخلافة ميلانشون، بل وثمة من قارن هذه الوضعية، بحالة ماكرون مع الرئيس السابق فرانسوا هولاند، فإن المعني بالأمر فسر: "إذا كان ثمة من يشجعني على ألا أغلق باب الرئاسيات، فهو ميلانشون"، واستطرد: "قال لي: إذا رأيتَ الرايةَ، يوما، على الأرض، وأنك من عليه رفعها، فافعل واحملها".
ورداً على من تخيل صراعاً داخل الحركة السياسية، قال روفان: "إن معركتي ليست داخل معسكري، بل هي، مائة في المائة، إلى جانب الناس، ضدّ محتلّ الإليزيه".
تجدر الإشارة إلى أن روفان صحافي وكاتب ومخرج يساري، وقد جذب شريحة واسعة من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل مواقفه المناهضة لماكرون، إذ إن قناته على موقع "يوتيوب" وحدها تملك 75 ألف مشترك.