وبرّر المسدي استقالته في رسالة وجهها إلى رئيس الحكومة جاء فيها: "أتعرّض إلى حملة شيطنة ممنهجة تهدف إلى النيل مني، وقد طاولت هذه الحملة عائلتي واستهدفت حياتي المهنية والخاصة، وهي حملة تعكس في الحقيقة ما تردّى إليه الوضع السياسي العام في البلاد، من انحدار قيمي وأخلاقي مخيف. ولقد تحملت شحنات الأكاذيب والأراجيف التي لاحقت شخصي بكثير من الصبر والجلد، إيماناً مني بأن المؤسسة التي أنتمي إليها تسير سياستها في الاتجاه الصحيح".
ولمّح المسدي إلى أنه سيكشف، في الفترة المقبلة، عن بعض التفاصيل حول الفترة التي قضاها مستشاراً إعلامياً لرئيس الحكومة، لكن واجب التحفظ يمنعه الآن من كشف هذه الحقائق.
يذكر أن بعض القيادات في حزب "نداء تونس" الحاكم أعلنوا، قبل شهور، عن عدم رضاهم عن أداء المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة. لكن هذا الأخير تمسّك بخدماته، إلا أنه يبدو أن تصاعد الصراع بين يوسف الشاهد وحافظ قايد السبسي، نجل الرئيس التونسي والمدير التنفيذي لـ"نداء تونس"، عجّلت بإعلان المسدي استقالته، خاصة أن أطرافاً في الحزب تتهمه بالتلاعب في الإعلام، عن طريق شبكة علاقات اجتماعية واسعة مع الصحافيين، واستغلالها لصالح الشاهد.
مفدي المسدي تولى سابقاً منصب المستشار الإعلامي لرئيس المجلس التأسيسي، وهو السلطة التشريعية الأولى في تونس، إلى عام 2014، ليتولى بعدها منصب المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة السابق، مهدي جمعة، ثم أعفي من منصبه في عهد حكومة الحبيب الصيد، ليعود في أغسطس/آب عام 2016 مع تولي يوسف الشاهد رئاسة الحكومة.
لكن فترة إدارته للملف الإعلامي في تونس لا تحظى برضى كل الأطراف الإعلامية والسياسية التونسية، باعتباره متهما بالمحسوبية وخدمة أطراف سياسية وإعلامية على حساب أخرى، وهو ما نفاه المسدي، في أكثر من مناسبة.