أعطت مواقع التواصل الاجتماعي مساحة خاصة لكل مستخدم للتعبير عن آرائه وتوجهاته ونشرها بحرية وسهولة على مختلف تطبيقاتها ومواقعها. ومع مستوى الحرية العالي فيها، يصطدم المستخدم يومياً بآراء مؤيدة وأخرى معارضة له، وتكثر النقاشات والأخذ والرد في مختلف المواضيع على المنشورات والتغريدات. هذا، وتختلف طرق إبداء الرأي وتتوزّع بين النقاش الحضاري، والنقاش المحتدم، والشتائم، والوعيد والتهديد، والتحرّش وغيرها. وإذا ما تعرّف المستخدم يومياً على أشخاص ليتابعهم بسبب أفكار واهتمامات مشتركة، قام أيضاً بحذف آخرين بسبب تصادم الأفكار، أو ربما عدم تلاقي التوجهات وغيرها من الأسباب. أحد أبرز مواقع التعارف وأشهرها موقع "فيسبوك"، والذي يحتوي على أكثر من مليار مستخدم حول العالم. ومن منا لم يشهد على خلافات بين مستخدمي "فيسبوك" والتي تؤدي غالباً إلى انتهاء الصداقات بسبب اختلاف وجهات النظر. أمّا موقع "تويتر"، فتنشأ عليه الخلافات تماماً كما على "فيسبوك"، ولكن بين الغرباء. هذا ويحفظ الموقعان حرية التعبير ويعطيان المستخدم إمكانية حذف أي مستخدم، وعدم عرض أي شيء عنه بتاتاً.
وبالعودة إلى المستخدم، فإنّ كل ما ينشره على مواقع التواصل الاجتماعي يشكّل الهوية الشخصية له، والتي تساهم بشكل كبير في التأثير على هويته المهنية. لذلك، إذا ما تمّت إدارة مواقع التواصل الاجتماعي بشكل صحيح، فإنّها تدفع بحياة المستخدم المهنية إلى الأمام وتفتح له أبواباً وفرصاً مهمة. أمّا إذا أساء استخدام تلك المواقع، عبر الدخول في نقاشات سياسية ومواضيع ساخنة، فإن البيانات التي تشكّل هويته الشخصية قد تعمل بشكل سيئ على إلحاق الضرر باسمه مهنياً. هذا ويقع كثيرون في فخّ مواقع التواصل، بحيث إنّهم يعملون على تأسيس حساب نظيف ومتقن على موقع "لينكد ان" الخاص بالملفات الشخصية المهنية للمستخدمين، متناسين أنّ الشركات تنظر أيضاً إلى موقعي "فيسبوك" و"تويتر" قبل توظيف أي شخص لدراسة هويته، وطريقة تفكيره وميوله السياسية وتوجهاته الحياتية. لذلك، فإنّ المستخدم ليس حراً بما فيه الكفاية لطرح أي من أفكاره متى شاء، فهي قد تؤذي مسيرته المهنية مدى الحياة، خاصة إذا ما كان يعمل خارج بلاده بحيث إنّه قد يواجه خطر الطرد بسبب تغريدة أو منشور، والأمر قد حصل مراراً سابقاً. إليكم 6 طرق يجب اتّباعها عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للحفاظ على الوظيفة والسمعة الرقمية:
تجنّب الردّ
ليس عليك المحاربة في جميع النقاشات المحتدمة على مواقع التواصل. الحقيقة، ليس هنالك أي وسيلة لإقناع الآخرين بأن وجهة نظرك هي الأفضل والأصحّ. بقدر ما قد ترغب في فرض رأيك أو الرد على تغريدة بغيضة بالنسبة لك أو ربما سلبية، فإنّ الأمر نادراً ما يستحق كل العناء. فمن المستحيل تقريباً كسب معركة كلامية على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي حال دخل المستخدم في نقاش حاد، فإنه من الصعب للغاية إخماد ناره. بدلاً من ذلك، اعمل على تنمية مبدأ تجاهل أي نقاش، تغريدة أو منشور يستفزّك وحاول عدم الانخراط فيه. إذا شعرت بأنّه يجب عليك المشاركة، انظر دائماً وبتمعّن إلى ملف صاحب المنشور والجدول الزمني قبل الرد. يجب ملاحظة عدد من متابعيه. في حال كان العدد ضئيلاً، من الأفضل تجاهل المنشور. وعند النظر إلى ملف الشخص، قد يجد المستخدم أنّ هذا الشخص هو مجرد باحث عن المشاكل والمشادات الكلامية على مواقع التواصل.
تحدّث عن نفسك
على الرغم من أن كل ما تقوله يمكن استخدامه ضدك مهنياً، إلّا أنّ إضافة عبارة "أفكاري هي ملكي" يمكنها أن تساعد وتدلّ على أنّ كل ما تقوله منفصل وغير متّصل عن ما تؤيده الشركة التي تعمل ضمنها. كثير من الناس يقع في خطأ إدراج المسمى الوظيفي في التعريف الشخصي على مواقع الإعلام الاجتماعي، وبالتالي فإنها تعطي المظهر أنّ الآراء هي أيضاً نفسها آراء وتوجهات صاحب العمل والشركة الموظفة.
لا تستخدم أبداً زر الحذف
قد يخال للمستخدم أنّ حذف تغريدة كتبها على عجل هو أفضل حلّ لعدم الوقوع في مشاكل مستقبلية. لكن الحقيقة مغايرة، فلقطة للتغريدة قبل حذفها قد تكون سبب خسارته وظيفته. الأمر هنا خاص بموقع "تويتر"، فقد يرى المستخدم أنّ تغريدته لم تحصل على إعادة تغريد وربّما كتبها بدون تفكير، فيقرّر حذفها. لكن التغريدة، وحتى في غضون بضع دقائق تحصل على مئات الانطباعات، كنا أنّها تدرج على هواتف كافة المستخدمين الذين كانوا وقتها يتصفّحون الموقع. لذلك، قبل حذف أي تغريدة، عليك أن تعلم أن احتمالات رؤيتها من قبل الشخص الخطأ مرتفعة جداً، واحتمالات أن يكون هذا الشخص قد حفّظها عبر أخد صورة لشاشاته أيضاً عالياً جداً.
تجنّب التغريدات المبطّنة
كلّ منا لديه موضوع أو أكثر يهمّه جداً ويجد نفسه أحياناً مضطراً إلى الكتابة عنه والتعليق بعد حدث متّصل به. وللهروب من كتابة أي شيء صارخ عن هذا الموضوع، يسعى كثيرون إلى الالتفاف حوله، عبر كتابة تغريدة مبطّنة بطريقة حذقة وغير واضحة. لكن تلك المنشورات غالباً ما تكون سهلة الفهم على الأشخاص الذين يُشاركوننا نفس الاهتمامات، والذين غالباً ما يعلّقون على ما كتبه المستخدم بطريقة توضيحية للموضوع. مزيد من المشاركات والتفاعلات تكشف الموضوع. وبالتالي، لم ينفع الالتفاف المستخدم في حجب رأيه وبات يهدّد هويته الرقمية.
احذر تطبيق "سناب تشات"
يُعطي تطبيق "سناب تشات" الوهم بأن كل شيء مباح فقط لأنه يختفي بعد مدة زمنية قصيرة. هذا الأمر جعل من مصداقية التطبيق عاملاً في جذب الملايين على استخدامه وجعل "إنستاغرام" ينسخ تلك الميزة ليضيفها إلى تطبيقه. لكن لا يجب على المستخدم الانخداع والتسرّع في نشر أي شيء يجول في باله أو يراه على موقعه. في الواقع، عليه أولاً التأكّد من أنّ حسابه مقفل وغير متاح للمشاهدة من أي شخص غير متّصل كصديق. وفي حال أخذ أي مستخدم صورة عن أي شيء تمّ نشره، عليه حذفه فوراً لأنّه يُشكّل خطراً عليه. وفي حين أنّ التطبيق يحدّد مدة زمنية أقصاها عشر ثوان قبل اختفاء أي صورة أو مقطع مصوّر، فإنّ تلك الثواني كفيلة بالتأثير على الحياة المهنية للمستخدم وإلى الأبد. ولعلّ أكبر مثال هو عن امرأة أخذت صورة لأحد الأشخاص عند استحمامها داخل ناد رياضي. لم يقتصر الأمر على منعها من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، بل فقدت أيضا وظيفتها بسبب تلك الصورة.
راجع ما نشرته سابقاً
قبل إقدامك على الارتباط بعمل جديد، خذ وقتاً لمراجعة كل ما نشرته سابقاً، لمعرفة ما إذا كان يعترض مع الشركة التي توشك على العمل لديها. لا تدع سمعتك في الماضي تؤثر سلباً على وظيفتك الجديدة. داخل موقع "تويتر"، من الأفضل أن تقوم ببحث متقدم، وذلك لتتمكن من العثور على تغريداتك القديمة والتعليقات عليها وحذف تلك التي لم تعد ملائمة مع الصورة التي تريد إظهارها في عملك الجديد.
قد تقدّم مواقع التواصل الاجتماعي حرية مطلقة لمستخدميها للتعبير عن آرائهم، لكن تلك الحرية تعمل كسيفٍ ذي حدّين. فإذا لم يتمّ استخدامها بطريقة ذكية، قد تسيء لهويتهم إلى الأبد، وبذلك تشوّه سمعتهم الرقمية، والتي تشكّل صورةً عن كيفية تعاملهم وتفكيرهم وتعاطيهم مع مختلف المواضيع الحياتية الحساسة.
اقــرأ أيضاً
وبالعودة إلى المستخدم، فإنّ كل ما ينشره على مواقع التواصل الاجتماعي يشكّل الهوية الشخصية له، والتي تساهم بشكل كبير في التأثير على هويته المهنية. لذلك، إذا ما تمّت إدارة مواقع التواصل الاجتماعي بشكل صحيح، فإنّها تدفع بحياة المستخدم المهنية إلى الأمام وتفتح له أبواباً وفرصاً مهمة. أمّا إذا أساء استخدام تلك المواقع، عبر الدخول في نقاشات سياسية ومواضيع ساخنة، فإن البيانات التي تشكّل هويته الشخصية قد تعمل بشكل سيئ على إلحاق الضرر باسمه مهنياً. هذا ويقع كثيرون في فخّ مواقع التواصل، بحيث إنّهم يعملون على تأسيس حساب نظيف ومتقن على موقع "لينكد ان" الخاص بالملفات الشخصية المهنية للمستخدمين، متناسين أنّ الشركات تنظر أيضاً إلى موقعي "فيسبوك" و"تويتر" قبل توظيف أي شخص لدراسة هويته، وطريقة تفكيره وميوله السياسية وتوجهاته الحياتية. لذلك، فإنّ المستخدم ليس حراً بما فيه الكفاية لطرح أي من أفكاره متى شاء، فهي قد تؤذي مسيرته المهنية مدى الحياة، خاصة إذا ما كان يعمل خارج بلاده بحيث إنّه قد يواجه خطر الطرد بسبب تغريدة أو منشور، والأمر قد حصل مراراً سابقاً. إليكم 6 طرق يجب اتّباعها عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للحفاظ على الوظيفة والسمعة الرقمية:
تجنّب الردّ
ليس عليك المحاربة في جميع النقاشات المحتدمة على مواقع التواصل. الحقيقة، ليس هنالك أي وسيلة لإقناع الآخرين بأن وجهة نظرك هي الأفضل والأصحّ. بقدر ما قد ترغب في فرض رأيك أو الرد على تغريدة بغيضة بالنسبة لك أو ربما سلبية، فإنّ الأمر نادراً ما يستحق كل العناء. فمن المستحيل تقريباً كسب معركة كلامية على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي حال دخل المستخدم في نقاش حاد، فإنه من الصعب للغاية إخماد ناره. بدلاً من ذلك، اعمل على تنمية مبدأ تجاهل أي نقاش، تغريدة أو منشور يستفزّك وحاول عدم الانخراط فيه. إذا شعرت بأنّه يجب عليك المشاركة، انظر دائماً وبتمعّن إلى ملف صاحب المنشور والجدول الزمني قبل الرد. يجب ملاحظة عدد من متابعيه. في حال كان العدد ضئيلاً، من الأفضل تجاهل المنشور. وعند النظر إلى ملف الشخص، قد يجد المستخدم أنّ هذا الشخص هو مجرد باحث عن المشاكل والمشادات الكلامية على مواقع التواصل.
تحدّث عن نفسك
على الرغم من أن كل ما تقوله يمكن استخدامه ضدك مهنياً، إلّا أنّ إضافة عبارة "أفكاري هي ملكي" يمكنها أن تساعد وتدلّ على أنّ كل ما تقوله منفصل وغير متّصل عن ما تؤيده الشركة التي تعمل ضمنها. كثير من الناس يقع في خطأ إدراج المسمى الوظيفي في التعريف الشخصي على مواقع الإعلام الاجتماعي، وبالتالي فإنها تعطي المظهر أنّ الآراء هي أيضاً نفسها آراء وتوجهات صاحب العمل والشركة الموظفة.
لا تستخدم أبداً زر الحذف
قد يخال للمستخدم أنّ حذف تغريدة كتبها على عجل هو أفضل حلّ لعدم الوقوع في مشاكل مستقبلية. لكن الحقيقة مغايرة، فلقطة للتغريدة قبل حذفها قد تكون سبب خسارته وظيفته. الأمر هنا خاص بموقع "تويتر"، فقد يرى المستخدم أنّ تغريدته لم تحصل على إعادة تغريد وربّما كتبها بدون تفكير، فيقرّر حذفها. لكن التغريدة، وحتى في غضون بضع دقائق تحصل على مئات الانطباعات، كنا أنّها تدرج على هواتف كافة المستخدمين الذين كانوا وقتها يتصفّحون الموقع. لذلك، قبل حذف أي تغريدة، عليك أن تعلم أن احتمالات رؤيتها من قبل الشخص الخطأ مرتفعة جداً، واحتمالات أن يكون هذا الشخص قد حفّظها عبر أخد صورة لشاشاته أيضاً عالياً جداً.
تجنّب التغريدات المبطّنة
كلّ منا لديه موضوع أو أكثر يهمّه جداً ويجد نفسه أحياناً مضطراً إلى الكتابة عنه والتعليق بعد حدث متّصل به. وللهروب من كتابة أي شيء صارخ عن هذا الموضوع، يسعى كثيرون إلى الالتفاف حوله، عبر كتابة تغريدة مبطّنة بطريقة حذقة وغير واضحة. لكن تلك المنشورات غالباً ما تكون سهلة الفهم على الأشخاص الذين يُشاركوننا نفس الاهتمامات، والذين غالباً ما يعلّقون على ما كتبه المستخدم بطريقة توضيحية للموضوع. مزيد من المشاركات والتفاعلات تكشف الموضوع. وبالتالي، لم ينفع الالتفاف المستخدم في حجب رأيه وبات يهدّد هويته الرقمية.
احذر تطبيق "سناب تشات"
يُعطي تطبيق "سناب تشات" الوهم بأن كل شيء مباح فقط لأنه يختفي بعد مدة زمنية قصيرة. هذا الأمر جعل من مصداقية التطبيق عاملاً في جذب الملايين على استخدامه وجعل "إنستاغرام" ينسخ تلك الميزة ليضيفها إلى تطبيقه. لكن لا يجب على المستخدم الانخداع والتسرّع في نشر أي شيء يجول في باله أو يراه على موقعه. في الواقع، عليه أولاً التأكّد من أنّ حسابه مقفل وغير متاح للمشاهدة من أي شخص غير متّصل كصديق. وفي حال أخذ أي مستخدم صورة عن أي شيء تمّ نشره، عليه حذفه فوراً لأنّه يُشكّل خطراً عليه. وفي حين أنّ التطبيق يحدّد مدة زمنية أقصاها عشر ثوان قبل اختفاء أي صورة أو مقطع مصوّر، فإنّ تلك الثواني كفيلة بالتأثير على الحياة المهنية للمستخدم وإلى الأبد. ولعلّ أكبر مثال هو عن امرأة أخذت صورة لأحد الأشخاص عند استحمامها داخل ناد رياضي. لم يقتصر الأمر على منعها من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، بل فقدت أيضا وظيفتها بسبب تلك الصورة.
راجع ما نشرته سابقاً
قبل إقدامك على الارتباط بعمل جديد، خذ وقتاً لمراجعة كل ما نشرته سابقاً، لمعرفة ما إذا كان يعترض مع الشركة التي توشك على العمل لديها. لا تدع سمعتك في الماضي تؤثر سلباً على وظيفتك الجديدة. داخل موقع "تويتر"، من الأفضل أن تقوم ببحث متقدم، وذلك لتتمكن من العثور على تغريداتك القديمة والتعليقات عليها وحذف تلك التي لم تعد ملائمة مع الصورة التي تريد إظهارها في عملك الجديد.
قد تقدّم مواقع التواصل الاجتماعي حرية مطلقة لمستخدميها للتعبير عن آرائهم، لكن تلك الحرية تعمل كسيفٍ ذي حدّين. فإذا لم يتمّ استخدامها بطريقة ذكية، قد تسيء لهويتهم إلى الأبد، وبذلك تشوّه سمعتهم الرقمية، والتي تشكّل صورةً عن كيفية تعاملهم وتفكيرهم وتعاطيهم مع مختلف المواضيع الحياتية الحساسة.