عقدت "رابطة الصحافيين السوريين" جلسة حوارية عنوانها "الإعلام تحت النار: سد الثغرات حول التغطية الإعلامية حول سورية"، في العاصمة الفرنسية باريس أمس الثلاثاء، بمشاركة صحافيين سوريين وآخرين من وسائل إعلام عربية وأجنبية.
وقال رئيس "رابطة الصحافيين السوريين"، علي عيد، لـ "العربي الجديد" إن الجلسة هدفت إلى إعادة تسليط الضوء على القضية السورية في وسائل الإعلام العالمية وبحث سبل إعادة الخبر السوري إلى دائرة الاهتمام.
وأوضح عيد أن القضية السورية لم تغب تماماً عن الإعلام الغربي، لكن اعتمدت معالجات مختلفة عبر التركيز على قضايا الإرهاب وهموم اللاجئين، معتبراً أن سياسات الدول إزاء هذه الأحداث تؤثر على تغطيتها الإعلامية، مما يفسر "سحب البساط من تحت الخبر المتعلق بمعاناة السوريين ومقتلتهم لمصلحة قضايا أو زوايا أخرى".
من جهة ثانية، لفت عضو الهيئة الإدارية في الرابطة، أديب الحريري، إلى أن الجلسة طرحت مجموعة حلول على أمل تطبيقها، للوصول إلى خبر متكامل ودقيق وموثوق عما يحدث في سورية، من دون حجب زوايا معينة نتيجة تأثير سلطات وسياسات معينة.
وإلى جانب الأهداف التي أعلنها عيد والحريري، خلقت الجلسة فرصة لتبادل الخبرات المهنية بين الصحافيين المشاركين، وسلّطت الضوء على التحديات التي يواجهها الصحافيون في تغطيتهم للحدث السوري، وبحثت إمكانية إيجاد فرص عمل للصحافيين السوريين في المؤسسات الإعلامية الغربية. كذلك بحث المشاركون تأثير الجهات الداعمة على سياسات الوسائل الإعلامية، وحالة الانقسام التي تسببت بها التغطية الملتبسة أو المنحازة أو النمطية.
وقد ناقشوا الصعوبات التي يواجهها الصحافيون الغربيون في الوصول إلى المعلومة وأماكن الحدث، واضطرارهم إلى الاعتماد على مصادر خارج الحدود للتحقق من المعلومة.
وتطرقت الفعالية إلى تعاطي وسائل إعلام النظام مع الأحداث في سورية، عبر تأطير الأخبار باتجاه واحد. وشدّد الرئيس السابق للرابطة رياض معسعس على أن "استعادة حرية الإعلام تكون بالخلاص من كافة أشكال القمع" التي يفرضها نظام بشار الأسد.
من جهة ثانية، عزت الصحافية اللبنانية ديانا مقلد القصور الإعلامي للأحداث الجارية إلى الفشل السياسي، على الرغم من غزارة القصص الإنسانية الواجب تسليط الضوء عليها.
وقد شارك صحافيون سوريون تجاربهم ومعاناتهم في تغطية الأحداث في مناطق سيطرة النظام أو تلك التي تسيطر عليها قوى أخرى، إلى جانب القيود التي تفرضها السياسات التحريرية لوسائل الإعلام التي يعملون فيها.
وعلى هامش الجلسة، نظمت الرابطة معرض صور لجوانب مختلفة من الحياة اليومية في الغوطة الشرقية، قبل وأثناء التهجير عام 2018، للمصورين الصحافيين عبد المنعم وسمير الدوماني، بالإضافة إلى صور للمصور زكريا عبد الكافي من حلب.