وتولّى أسانج شخصياً العمل على كشف "ويكيليكس" عن رسائل البريد الإلكتروني التي تم اختراقها من حملة هيلاري كلينتون "مباشرة من السفارة"، حيث زاره قرصان يُشتبه في كونه الحامل للمواد المسروقة، وفقًا لتقارير المراقبة.
وبعد أيام من إعلان "المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي" أنه تم اختراقه، وافقت الإكوادور على طلب أسانج الحصول على الدعم الفني لتعزيز "نقل البيانات" وتركيب المعدات، حسبما ذكرت التقارير. وبعد انتصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلصت الشركة إلى أنّه "لا يوجد شكّ في وجود أدلة" على علاقات أسانج بوكالات الاستخبارات الروسية.
وقد أوقف جوليان أسانج (47 عاماً) بعد سبع سنوات من اللجوء في سفارة الإكوادور في لندن، بموافقة كيتو، في 11 إبريل/نيسان، من قبل السلطات البريطانية، التي سجنته مباشرةً ثم حُكم عليه بالحبس 50 أسبوعاً، في الأول من مايو/أيار الماضي، لانتهاكه شروط الكفالة.
وبعد إخلائه من السفارة في إبريل/نيسان الماضي، كشف محاموه أنّه تم التجسس على أسانج على مدار الساعة خلال السنوات السبع التي أمضاها هناك، باستخدام كاميرات مراقبة.
وبحسب "تايمز" البريطانيّة، فإنّه من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة الإكوادورية على علم بعمل أسانج المزعوم مع روسيا. أخبرت واشنطن الإكوادور بأنها قلقة من تورط أسانج بعد تسرّب البريد الإلكتروني الأول. وتم قطع وصوله إلى الإنترنت رداً على ذلك، لكن التسريبات استمرت كل يوم حتى الانتخابات.
ويطالب القضاء الأميركي بتسليمه إلى الولايات المتحدة، إذ وجهت إليه التهم بموجب قانون مكافحة التجسس. وستعقد الجلسة للنظر في هذا الطلب في أواخر فبراير/شباط 2020 في المملكة المتحدة. وتتهم السلطات الأميركية الأسترالي بأنه عرّض بعض مصادرها للخطر، بنشره عام 2010 على موقع "ويكيليكس" 250 ألف برقية دبلوماسية، ونحو 500 ألف وثيقة سرية حول أنشطة الجيش الأميركي في العراق وأفغانستان.
وتقول التقارير الأمنيّة إن أسانج حصل على امتيازات في السفارة، بما في ذلك إعداد قائمة بالأشخاص القادرين على الدخول من دون المرور عبر الفحوصات الأمنية. وفي يونيو/حزيران 2016، سجّلت الشرطة 75 زيارة على الأقل لأسانج، بما في ذلك من قبل الروس المرتبطين بالكرملين، أحدهم كان رئيس مكتب لندن في "آر تي"، نيكولاي بوغاتشيخين، والذي أعطى أسانج "يو إس بي". وعقد أسانج بعض الاجتماعات مع الزوار في مرحاض النساء لتجنب الكاميرات الأمنية.
وتتناغم التقارير مع تفاصيل في تقرير للمستشار الأميركي الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات، والذي خلص إلى أن رسائل البريد الإلكتروني سرقت من قبل المخابرات الروسية وتم نقلها إلى ويكيليكس.
وسمّى التقرير القرصان الألماني أندرو مولر-ماغون على أنه الشخص الذي "ربما ساعد في نقل الوثائق المسروقة إلى ويكيليكس". والأخير زار أسانج 12 مرة على الأقل قبل الانتخابات، إحداها في 14 يوليو/تموز، أي في نفس اليوم الذي أرسل فيه المتسللون الروس ملفات مشفرة إلى ويكيليكس بعنوان "أرشيف كبير". وقضى مولر-ماغون وقرصان آخر يدعى بيرند فيكس أربع ساعات في السفارة.
في 18 أكتوبر/تشرين الأول، بعد ثلاثة أيام من قطع الإكوادور شبكة الإنترنت عن أسانج، وصل الزوار وبدأوا في إزالة المعدات، بما في ذلك "حوالي 100 محرك أقراص ثابتة" (هارد درايف).