تعرّض أثير إذاعة "صوت الشعب" التي تبث من مدينة غزة، للاختراق أمس الثلاثاء، من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى توقف البث لعدة دقائق بعد دخول موجات تشويش أثرت على وصول الصوت للمستمعين.
وواجه الفريق الفني الهندسي التابع للإذاعة الاختراق، وسيطر عليه بعد لحظات من التوقف، إذ يمتلك الفريق قدرة على التعامل مع الأحداث المماثلة، نظراً لتعرض الأثير لعدد من المحاولات السابقة للاختراق.
وعن تفاصيل ما جرى، توضح عضو مجلس إدارة إذاعة "صوت الشعب"، أحلام عيد، أن الاختراق جاء نتيجة التغطية الإعلامية المكثفة، والموجة المتواصلة لنقل مستجدات الأحداث داخل السجون الإسرائيلية، واقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للسجون والاعتداء على الأسرى الفلسطينيين.
وقالت عيد لـ"العربي الجديد": "ركّزت الإذاعة يومي الاثنين والثلاثاء من خلال التغطية المتواصلة، والبث المشترك مع مجموعة من الإذاعات المحلية على اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للسجون، ونقلت بشكل مباشر تفاصيل الهجمة المسعورة والاعتداء على الأسرى بالضرب بالهراوات، ونقل العشرات منهم للمستشفى بعد تعرضهم للإصابات".
وأوضحت أنه في تمام الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء، تم اختراق البث لعدة دقائق، والتشويش على الموجة، مستدركة: "إلا أن الطاقم الهندسي تعامل بحرفية مع الحدث، ما أدى إلى عودة البث لوضعه الطبيعي خلال لحظات".
وشددت على أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي لإسكات صوت الشعب، وصوت الإذاعات الوطنية "فاشلة، ولن تكسر إرادة الصحافيين الفلسطينيين"، مضيفة: "بالأمس القريب تعرض صوت الشعب للقصف، وبدأنا من الصفر، ولن نتوقف عن البث تحت أي ظرف".
واستنكر مسؤول "التجمع الصحفي الديمقراطي"، رامي الشرافي، اختراق بث الإذاعة التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً على أن "هذه الاعتداءات لن تغيب الرواية الحقيقية الفلسطينية مقابل كذب وخداع الاحتلال ومنظومته في التغطية على جرائمه بحق شعبنا، وستبقى إذاعة صوت الشعب صوت المقاومة وصوت كل الأحرار".
وقال الشرافي لـ"العربي الجديد" إنّ هذا التشويش المتعمد من الاحتلال لحجب إذاعة صوت الشعب "لن يثني الإذاعة عن إيصال رسالتها الوطنية، ولن ينجح في تغييب إعلام المقاومة"، وصوت الشعب سيبقى صوت الحقيقة وصوت كل الأحرار، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن الإذاعة خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014 خرجت من بين الركام، وتعرضت لعدد من محاولات التشويش، وحجب الصوت، والاختراق، إلا أنها واصلت رسالتها، على الرغم من السياسة الممنهجة للاحتلال الإسرائيلي تجاه وسائل الإعلام الفلسطيني كافة.