عندما يرحل لاعب كبير عن فريق ما، يبدأ الجميع تلقائياً بالتفكير في من يشغل الفراغ الذي خلفه رحيل هذا النجم، لا سيما لو كان هناك لاعب صغير السن ويتمتع بإمكانات واعدة.
حدث ذلك في فريق مانشستر يونايتد عقب رحيل نجمه السابق كريستيانو رونالدو عن أولد ترافورد، وأخذ الجميع يفكرون في من قد يكون المرشح لخلافة الدون على عرشه. ووجد "الشياطين الحمر" ضالتهم في لاعب بدأ مسيرته بعيداً في الدوري الإيطالي وتحديداً مع فريق لاتسيو، لكن موهبته الكروية كانت سبباً في إسراع "يونايتد" بالحصول على توقيعه.
إن قصة فدريكو ماكيدا مميزة، فقد نظر إليه باعتباره خليفة رونالدو مع مانشستر يونايتد في البريميرليغ، خاصة أنه جاء تحت رعاية المدرب الأسطوري سير أليكس فيرغيسون، بينما كان عمره 17 عاماً فحسب. ورغم حداثة سنه، إلا أن ماكيدا خاض أول مباراة له بقميص اليونايتد أمام أستون فيلا الذي كان متقدماً (2 – 1)، كانت ليلة لا تنسى، حين ترك ماكيدا مقاعد البدلاء وتوجه إلى أرضية الملعب ليُسجل هدف فوز الشياطين (3 – 2).
سطعت أضواء الكاميرات في هذه الليلة في وجه الجوهرة الإيطالية الصاعدة، الذي سجل هدفاً على الطراز العالم،ي وفي أول ظهور له بقميص "يونايتد". وعاود المهاجم الإيطالي الشاب هز الشباك في المباراة التالية مباشرة وكان ضحيته هذه المرة هو سندرلاند، ليصبح ماتشيدا حديث وسائل الإعلام بين ليلة وضحاها، لكن هذا القدر من الاهتمام تحول فيما بعد إلى السبب الرئيس وراء انطفاء نجمه.
لم يتحمل اللاعب صغير السن بالطبع كل هذا الضغط، وعقب رحيل رونالدو إلى الميرينغي، ألقيت مسؤولية الفريق بالكامل عليه، إلا أنه لم يقدم شيئاً على الإطلاق لليونايتد بعد هدفيه الحاسمين.
أصيب ماكيدا بعد ذلك بعقم تهديفي، فضلاً عن تعرضه للعنة الإصابات، ما دفع اليونايتد الذي كان قد وقع معه عقدا حتى 2014، لإعارته إلى فرق أقل حظوة، مثل سامبدوريا الإيطالي وكوينز بارك رينجرز الإنكليزي وشتوتغارت الألماني. وبعد انتهاء عقده مع مانشستر يونايتد، تنقل ماكيدا بين فرق دونكاستر روفرز وبيرمنغهام وكارديف سيتي في دوري الدرجة الأولى الإنكليزي.
لكن أين يختبئ ماكيدا الآن؟ أصبح لديه 27 عاماً، العمر الذي ينبغي أن يكون أي لاعب من فئة الصفوة في ذروة تألقه، بيد أن الإيطالي الذي انطفأ نجمه سريعاً للغاية أمضى أسابيع عدة بدون فريق قبل أن ينضم إلى باناثينايكوس الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى اليوناني، بعيداً جداً عن أضواء الشهرة وعدسات الكاميرات، وعرش كريستيانو بالطبع.