أسال النجم الفرنسي ذو الأصول التونسية حاتم بن عرفة حبرا كثيرا، ليس في وسائل الإعلام الفرنسية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة فحسب، بل في مختلف وسائل الإعلام العالمية بعدما وضعه ديدييه ديشامب، المدير الفني للمنتخب الفرنسي لكرة القدم، في قائمة الاحتياط التي قد لا تشارك في بطولة الأمم الأوروبية (يورو) التي تستضيفها فرنسا في الفترة ما بين 10 يونيو/حزيران وحتى 10 يوليو/تموز.
بن عرفة الذي قدم أداءً رائعا في الموسم الحالي مع نيس في الدوري الفرنسي، وظهر كمرشح بارز لتعويض غياب كريم بنزيمة الذي تعرض هو الآخر للظلم، بحسب آراء بعض المتابعين، باستبعاده عن صفوف المنتخب الفرنسي على الرغم من تألقه مع ريال مدريد الإسباني، ووصولا للاعب الوسط سمير نصري، لاعب أرسنال السابق والذي استبعد بسبب مشكلات مع المنتخب، والغريب في الأمر أن الثلاثة لاعبون من أصول عربية، وقد استبعدهم المدرب نفسه، ديشامب، أو كان سببا في استبعادهم بطريقة أو بأخرى.
أثار استبعاد اللاعبين الثلاثة تباعا بعض الشكوك في ما يتعلق بأصولهم العربية رغم أنهم اختاروا بقرارة أنفسهم اللعب للمنتخب الفرنسي على حساب منتخبات بلادهم الأم، لكن العديد من المتابعين رأوا أن اللاعبين دفعوا الثمن بسبب أصولهم العربية أو على الأقل يتم طرح سؤال مفاده لماذا هؤلاء اللاعبين بالذات جرى استبعادهم تباعا من المنتخب الفرنسي؟
وتعرضت فرنسا لأوقات حرجة للغاية على الصعيد السياسي بدءا من مسألة تواجد العرب والمسلمين في البلاد والتشديد على الحريات الدينية هناك ووصولا للتفجيرات الإرهابية التي تبناها تنظيم "داعش"، والرابط بين المسألتين يستفسر إن كان الأمر حربا على العرب في إطار الحرب على الإرهاب بذات الاتجاه من وجهة نظر فرنسية أم أن الأمر محض صدفة؟
سمير نصري
لم ينل اللاعب ذو الأصول الجزائرية سمير نصري الفرصة للعب في مونديال جنوب أفريقيا 2010 لعدم استدعائه من قبل المدرب السابق رايموند دومينيك، ثم استبعد اللاعب من قبل المدرب الحالي ديشامب قبل مونديال البرازيل 2014 بشكل أثار الجدل، بعدما تسببت مشكلاته مع المنتخب وكذلك الحجج الفنية التي كانت تقضي بأن مستواه لم يكن مقنعا وكل ذلك تسبب بإعلان اللاعب اعتزاله مبكرا على الصعيد الدولي.
كريم بنزيمة
وقع مهاجم ريال مدريد الجزائري الأصل كريم بنزيمة في شرك مشكلة زميله فالبوينا ليدفع ثمن ذلك بإبعاده عن المنتخب الفرنسي وهو أحد أهم العناصر في صفوف الديوك، لكن كلمات المدرب الأسطوري لنادي أوكسير الفرنسي، غي رو، حين لم يخف أن إبعاده جاء بسبب أصوله الجزائرية، وهو ما يعزز النظرية التي تثير الشكوك بوجود عنصرية في اتخاذ القرارات.
غي رو أكد أن قرار إبعاد بنزيمة جاء بسبب أصوله الجزائرية، وقال: "أنا مقتنع بأن بنزيمة أبعد بسبب أصوله الجزائرية، وليس بسبب قضية فالبولينا، والمدرب ديشامب، ورئيس الاتحاد الفرنسي، نويل لوغيرت، يعلمان ذلك".
بن عرفة تألق لا يكفي!
شكل استبعاد بن عرفة جدلا كبيرا ربما أضاف ما ينقص من شكوك وما قد يؤكدها بأن الهدف أصبح مثيرا للشبهة بأن اللاعب صاحب الأصول العربية "مستهدف" بأي طريقة. فبن عرفة يعد أحد ألمع اللاعبين هذا الموسم، ولا سيما أن تهافت العروض من الأندية العالمية عليه، كبرشلونة وباريس سان جيرمان وغيرهما دليل دامغ على تألق اللاعب.
جاء استدعاء بن عرفة على استحياء هذه المرة ومشروط بـ"قائمة احتياطية" في حال أصيب لاعب أو تحت أي ظرف، وقد يجد ديشامب والاتحاد الفرنسي لكرة القدم نفسيهما مضطرين لاستدعاء اللاعب في حال عانى المنتخب الفرنسي من نقص في صفوفه قبل البطولة، لأن استدعاؤه حينها سيساهم في تخفيف الانتقادات على فرنسا ومن شأنه أن يهدّئ وتيرة الشكوك.
الرابط العجيب!
وثمة أمران غريبان في ما يتعلق بتشكيلة المنتخب الفرنسي التي أعلنها ديشامب، الخميس، الأول أنها خلت تماما من أي لاعب ذي أصول عربية، وثانيها أن المدرب نفسه هو كان سببا في استبعاد اللاعبين الثلاثة، فيما يشير التاريخ القريب إلى أن تشكيلة المدرب السابق لوران بلان لأمم أوروبا 2012 كانت مليئة باللاعبين ذوي الأصول العربية أمثال المهاجم التونسي الأصل حاتم بن عرفة، لاعب نيوكاسل يونايتد الإنجليزي آنذاك، والمدافع المغربي الأصل يونس قابول، لاعب توتنهام هوتسبير، وعادل رامي (فالنسيا الإسباني)، الجزائري الأصل سمير نصري، لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، الجزائري الأصل كريم بنزيمة، لاعب ريال مدريد، فيما خلت التشكيلة الحالية من أي لاعب، ما قد يضفي مزيدا من الشكوك حول الاستبعاد الفريد من نوعه، ويبقى الأمر بيد الاتحاد الفرنسي والمدير الفني في بداية ونهاية الأمر.