القلب الرياضي (2)... العوارض وكيفية الوقاية

يُمارس اللاعب رياضته بشكل طبيعي. يركض يقفز ينافس بدون أي مشكلة. قلبه لا يعاني من أي مشاكل ونبضه طبيعي. يدخل أرض الملعب ويركض يميناً وشمالاً. وفجأةً يتوقف عن الحركة. يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط خوف شديد. يسقط على الأرض من دون أي حركة ويفارق الحياة بعد أن توقف قلبه. ماذا حصل مع هذا الرياضي؟ لماذا توفي بشكل مفاجئ؟ والأهم لماذا توقف قلبه بدون أي سباق إنذار؟ إنها حكاية القلب الرياضي.

الجزء الثاني: العوارض وكيفية الوقاية
يؤكد الدكتور مروان رفعت أن عوارض توقف القلب المفاجئ كثيرة، ولا يمكن كشفها بسهولة عبر فحص طبي عام، لكن يمكن تمييز بعضها، ولا تكون واضحة كثيراً، منها مثلاً انزعاج وضغط في الصدر ورفّة في القلب أو حتى دوخة متكررة. وبمجرد إحساس الرياضي بهذه العوارض يجب أن يتم فحصه سريعاً من قبل طبيب قلب مختص في كهرباء القلب، لأن هذا الطبيب يجري فحوصات طبية على القلب وتكوينه وكيفية عمله بدون رياضة، وعندما يكون الرياضي يمارس رياضته الخاصة.

في المقابل، يؤكد الأطباء المختصون في هذه المجال أن هناك حالات نادرة لا يعاني فيها الرياضي أي مشكلة في قلبه طوال مسيرته الرياضية، لكنه فجأة يسقط على الأرض ويفارق الحياة، هنا الأمر لا يعني أن الرياضي ليس لديه مشاكل في القلب، لكن لأنه من الضروري إجراء فحص كهرباء القلب لكل رياضي، حتى لو كان الرياضي لا يشتكي من أي مشكلة في قلبه، حتى إن هذا الفحص أصبح ضروريا في كل ناد رياضي في العالم، إلا في العالم العربي الذي يفتقد لهذه التقنية الحديثة الضرورية، والتي يجب أن تكون داخل كل فريق في عالم الرياضة.

في المقابل أساليب الوقاية التي كشف عنها مروان رفعت كثيرة ومختلفة، تبدأ من الفحص الطبي لكل رياضي في الأندية الرياضية، إذ تتم إضافة تخطيط القلب والكهرباء على الفحص الطبي السريري المُعتاد، وهكذا سيكون الطبيب على دراية كاملة بحالة المريض، ويمكنه كشف إن كان يعاني من مرض أو اعتلال في عضلات أو كهرباء القلب، وعلى ضوء هذا الفحص يمكن تشخيص الحالة والتخفيف من احتمال إصابة الرياضي بحالة توقف القلب المفاجئ.

ويلفت رفعت هنا إلى أن تخطيط القلب وفحص كهرباء القلب خففت بنسبة كبيرة من خطورة إصابة الرياضي بالموت المفاجئ وتوقف القلب عن العمل، لذلك أصبح هذا الفحص من أهم وأبرز الأمور التي يجب على الرياضي القيام بها قبل التفكير في الجانب الفني، وكيف سيكون أداؤه على أرض الملعب.

في المقابل، الرياضي الذي تُظهر فحوصاته مشكلة في كهرباء القلب واعتلالاً في هذا القلب، فإنه ليس بالضرورة أن يتوقف عن ممارسة الرياضة إلا في حال كانت مشكلته صعبة، وستؤدي حتماً إلى وفاته، وبالتالي فإن حياة الرياضي هي أهم من أي شيء في هذه الحالة، مهما كان هذا الشخص متعلقاً برياضته ولا يمكنه التخلي عنها بسهولة، وذلك لأن حياته أصبحت على المحك.

في وقت يؤكد الطبيب رفعت أن هذه المشكلة أيضاً لها حلول عبر العلاج الطبي وتناول الأدوية شرط أن يتم الكشف عنها مبكراً كي لا تصبح الحالة صعبة على الأطباء ومعالجتها تكون أمراً صعباً للغاية، في حين يُشدد الأطباء المختصون في مجال أمراض القلب على أن التطور التكنولوجي ساهم كثيراً في الحد من مخاطر الموت الفجائي، ومن أبرز الاختراعات هو "الشاحن الكهربائي" الذي يتم زرعه في الصدر للرياضي الذي يعاني من مشكلة في القلب، وهذا الجهاز يلعب دور المنقذ عندما يتعرض القلب لانخفاض في الكهرباء.

إذ إنه يرسل "ومضات" كهربائية للقلب لكي يبقيه على قيد الحياة وينقذ اللاعب من الموت المفاجئ إلى حين وصوله إلى المستشفى وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للمريض الذي تعرض للأزمة القلبية، يُذكر أنه توجد حالات مختلفة بين اللاعبين يتم تشخصيها حسب الفحص القلبي وتخطيط الكهرباء، لذلك فإن الرياضي الذي يتم تشخيص حالة مرضية في قلبه يمكنه متابعة مسيرته بشكل طبيعي مع الوقاية وحماية نفسه من الجهد الكبير لكي يصل إلى مرحلة الموت المفاجئ.

اقرأ أيضاً: القلب الرياضي(1)...ما هي حالة توقف القلب المفاجئ؟