في أستراليا الجميع يعيش حالة من التقرب. منتخب الكنغر ودّع بطولة كأس آسيا، لتتجه الأنظار إلى نهائي أولى دورات الغراند سلام في الموسم الحالي "أستراليا المفتوحة" على الأراضي الصلبة، في قمة كلاسيكية بين نجمين كبيرين، هما المصنف الأول عالمياً، الصربي نوفاك ديوكوفيتش والمصنف الثاني عالمياً الإسباني رافاييل نادال.
حلم الاقتراب من فيدرير
يُعتبر الإسباني رافاييل نادال، ثاني أكثر اللاعبين تحقيقاً للألقاب في تاريخ الغراند سلام، بعد النجم السويسري روجر فيدرير، الذي توج بـ 20 لقباً في البطولات الكبرى. وفاز نادال بـ 17 لقباً في الغراند سلام، إذاً يحلم برفعها إلى 18، لكنه يواجه عقبة كبيرة تتمثل في ديوكوفيتش، إضافة إلى عقدة أستراليا التي حرمته في الكثير من المرات دخول التاريخ.
طوال مسيرته في عالم التنس، لم ينجح نادال في الفوز بلقب أستراليا المفتوحة سوى مرة واحدة، كان ذلك عام 2009، حينها هزم فيدرير في مباراة كبيرة، ليصبح أول إسباني يحصد لقب هذه البطولة. وعانى نادال في السنوات الماضية من عقدة الملاعب الصلبة في أستراليا، إذ وصل للنهائي أمام ديوكوفيتش وخسر عام 2012 بعد مباراة درامية، قبل أن يخسر في 2014 أمام السويسري ستالايناس فافرينكا، ليتكرر الأمر كذلك في 2017 أمام فيدرير غريمه التقليدي في عالم التنس.
ويبلغ ابن جزيرة مايوركا الإسبانية من العمر 33 عاماً، وهو الذي بدأ مسيرته الاحترافية في عالم التنس عام 2001، ففاز خلالها في 924 مباراة وخسر 189 مرة بنسبة 83,02%، ويمتلك 80 لقباً في جميع البطولات، وهو في المرتبة الرابعة عالمياً، وصل لصدارة تصنيف التنس للمرة الأولى يوم 18 أغسطس/ آب 2008، عُرف بأنه ملك الملاعب الترابية، بعدما هيمن لسنوات طويلة على بطولة "رولان غاروس" في فرنسا، إذ حقق اللقب في 11 مناسبة وهو رقمٌ قياسي.
نولي والانفراد بالرقم القياسي
حلمُ الوصول إلى اللقب السابع في بطولة أستراليا المفتوحة يداعب عقل وقلب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الفوز على نادال سيُمكّنه من تجاوز السويسري فيدرير الذي يتشارك معه الصدارة برصيد ستة ألقاب. وكان نوفاك قد بلغ النهائي للمرة السابعة في مسيرته، بعد تفوقه المريح على الفرنسي لوكا بوي (6 – صفر) و(6 – 2) و(6 – 2).
وعاد الصربي بقوة إلى سماء القارّة الأسترالية هذا العام، بعدما عاش خيبة أملٍ كبيرة في 2017 و2018 حين ودّع المنافسات من الدورين الثاني والرابع، وتحدث البعض أنّ مسيرته في عالم كرة المضرب شارفت على الانتهاء، وأنه قد يقرر الاعتزال بين لحظة وأخرى بسبب الإصابات التي عانى منها.
ويخوض ديوكوفيتش النهائي الكبير رقم 24 في مسيرته، وهو يريد الوصول للّقب الخامس عشر والاقتراب أكثر من خصمه المباشر في اللقاء رافائيل نادال. وانطلقت مسيرة نوفاك صاحب الـ 31 عاماً عام 2003، ووصل لصدارة تصنيف لاعبي التنس في المرة الأولى يوم 4 يوليو 2011، قبل أن يتراجع بعدها بسبب الإصابة ولا سيما في العامين الماضيين.
تاريخ المواجهات
يلتقي اللاعبان المخضرمان للمرة الثالثة والخمسين خلال مسيرتهما، كما أنه سيكون النهائي الثامن في الدورات الكبرى، وتميل الكفة لصالح الصربي الذي فاز في 27 لقاءً مقابل 25 للإسباني نادال، لكن الأخير فاز في 4 مواجهات من أصل 7 في النهائيات الكبرى على حساب الصربي الذي انتصر 3 مرات.
كان نوفاك قد أنهى أحلام نادال العام الماضي في نصف نهائي ويمبلدون على الملاعب العشبية، وحرمه من حلم الوصول للنهائي، مع العلم أن دافع الإسباني كبير هو الآخر، إذ من شأنه أن يدخله تاريخ اللعبة من أوسع أبوابه، فالفوز سيعني أنه أول لاعب في عصر الاحتراف، يتوج بلقبين على الأقل في البطولات الكبرى، فعلى سبيل المثال لم ينجح ديوكوفيتش وفيدرير، طوال مسيرتهما في تحقيق ذلك، بسبب عدم تتويجهما في رولان غاروس أكثر من مرة.