"إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب"، هو المثل الأول الذي يأتي على البال عند مواجهة روما، وباختصار برشلونة يعرف جيداً المعنى الحقيقي لهذا المثل الشهير. فهو قبل أسابيع سقط في ملعب "الأولمبيكو" أمام الذئاب بنتيجة تاريخية غير مسبوقة. اليوم مواجهة من نوع آخر عنوانها التحدي والإصرار والقتال من أجل نهائي أوروبي تاريخي. ليفربول يواجه روما في ملعب "أنفيلد" والحكاية تبدأ مع صافرة الحكم.
يُلقب فريق روما بالذئاب، وفي الجانب الآخر يشتهر ليفربول باسم "الريدز". وبشكل عام أكثر الحيوانات انزعاجاً من اللون الأحمر هو الثور، الذي يجن جنونه ويصب غضبه على أي شيء يحمل هذا اللون. لكن بالنسبة للذئاب، الوضع مختلف. هو حيوان مفترس يرعبك ليلاً وقد يجعلك تركض بشكل هيستيري من شدة الخوف، لكن شيئاً وحيداً قد يُسقط الذئب دون حركة وهو الصياد الماهر، فأي سيناريو سيختار الفريقان هذه الليلة؟
السيناريو الأول. ليفربول صياد ماهر بقيادة محمد صلاح، ساديو ماني وروبيرتو فيرمينيو. يملك هذا الصياد كل الأسلحة الفتاكة التي تُسقط أكثر من ذئب واحد في ليلة واحدة. هؤلاء الصيادون يتحركون مثل كتلة واحدة ويضربون الخط الدفاعي للذئاب بلا رحمة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الصياد الماهر يصيب الهدف دون رحمة ويشلُ فريسته تماماً، ما يعني أن مواجهة الإياب في كرة القدم من هذا المنطلق ستكون مجرد نزهة للصيادين.
السيناريو الثاني. ذئاب مفترسة أكلت قبل أيام غولاً في كرة القدم لطالما سيطر على قارة بأكملها. ذئاب تقاتل على الفريسة مهما كلف الثمن. ذئاب تملك الروح القتالية بفضل قائد اسمه أوزيبيو دي فرانشيسكو يعرف كيفية إدارة أشد المعارك. ويكفي أنه القائد الذي لملم جراح الذئاب في معركة "كتالونيا" بعد أن فقد فيها أربعة ضحايا ونجح في قلب المعادلة ومهاجمة العدو دون رحمة في "روما"، وما أدراك ما هي عاصمة إيطاليا روما.
سيناريوهات مختلفة قد لا تحدث ويظهر سيناريو ثالث مفاجئ بحسب مجريات الأمور على أرض الملعب، لكن المؤكد أن هذه المواجهة الأوروبية لن تكون نزهة لأحد ولن تكون سهلة على أحد. هي مواجهة الأبطال ومواجهة 90 دقيقة لن تنتهي بدون ضحايا، وباختصار عنوانها الأبرز هو: "إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب".