"لقد اخترت أن تكون أحمر، هذا أفضل قرار ممكن أن تتخذه"، بهذه الكلمات استقبل النجم الفرنسي إريك كانتونا زلاتان إبراهيموفيتش بعد انتقاله إلى مانشستر يونايتد. يشبه كانتونا كثيراً النجم السويدي بتصرفاته وأدائه على أرض الملعب والأكيد أنه يشبهه بتصريحاته.
رد إبراهيموفيتش على كانتونا برسالة تُظهر مدى تقارب شخصية الإثنين: "أنا معجب بكانتونا كثيراً وسمعت ماذا قال عني، لكنني لن أكون مجرد ملك في مانشستر بل أكثر من ذلك بكثير". هذه هي بداية النجم السويدي مع "يونايتد" مفعمة بالثقة والحيوية.
أحدث إريك كانتونا ثورة في مانشستر يونايتد وكان أحد أفضل اللاعبين في تاريخ النادي. وقع كانتونا مع مانشستر قادماً من ليدز يونايتد الذي أحرز معه لقب الدوري الإنكليزي بنسخته القديمة وأصبح لاعباً مع "الشياطين الحُمر".
وفي أول موسم له حقق نجاحاً باهراً مع الشياطين الحُمر مُسجلاً الأهداف ومُسعداً جماهير ملعب "أولد ترافورد". وفي العام 1992 شهد الفريق نهضة الشباب التي سمحت لأمثال راين غيغز، ديفيد بيكهام وغيرهم بالظهور بشكل لافت.
هذه المجموعة من الشباب التي تُعرف اليوم بـ"صف 92" في اليونايتد هي أفضل جيل في تاريخ الفريق. ولعب كانتونا آنذاك دوراً كبيراً في مساعدة هؤلاء الصغار على تعلم أساليب كرة القدم بشكل صحيح.
وقال ديفيد بيكهام لقناة "سكاي سبورت" آنذاك: "عندما دخلت لأول مرة إلى الملعب، كنا نشاهد كانتونا ماذا يفعل، وكان يقف آخر لاعب لكي يتابع اللاعبين ويحثهم من أجل تعلم الأفضل".
وفي يوم من الأيام وخلال تواجد الفريق في معسكر قبل مواجهة ليفربول في نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي، يروي بيكهام ماذا حصل مع كانتونا في غرفته، إذ شاهد كانتونا يضع قدميه خارج النافذة ففوجئ وسأل المدرب: "ماذا يحدث هنا؟".
ضحك بيكهام والمدرب بشكل هيستيري على ما يحصل مع كانتونا، ثم بدأ كانتونا بحركات المعدة والتدريب على الحائط لمدة عشر دقائق، بعد ذلك أغلق النافذة وذهب إلى النوم. هذه القصة أثرت كثيراً في اللاعبين الذين كبروا معه في تلك الفترة وجعلتهم يثابرون من أجل النجاح.
كانتونا ترك أثراً كبيرا داخل الملعب وخارجه في مانشستر يونايتد، وكان أحد أكبر المساهمين في تحقيق الفريق للإنجازات التاريخية محلياً وأوروبيا. وهذه القصة ستكون بمثابة منصة انطلاق للحديث عن وجه الشبه مع إبراهيموفيتش الذي يسير في نفس طريق كانتونا.
حقبة ابراهيموفيتش المُشابهة
بسبب عمر النجم السويدي وخبرته في ملاعب كرة القدم الأطول من كانتونا، أصبح اليوم أحد أهم المهاجمين في العالم ويُسجل أجمل الأهداف، وفي حال بقاء لياقاته البدنية على حالها فهو حتماً سيترك أثراً كبيراً في المستقبل.
بعد الفوز على بورنموث في الجولة الأولى من "البريمييرليغ"، صرح مورينيو لصحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية: "أول شيء يمكن أن أقوله عن إبراهيموفيتش أنه على طاولة الطعام في النادي يجلس بجوار الشباب مثل لوك شاو، ماركوس راشفورد، وهم يتبعون خطواته تماماً".
ويعتقد مورينيو أنه لاعب رائع مع الشباب حتى بمثابة هدية بالنسبة لراشفورد الذي يتعلم منه كثيراً، والفريق يكسب مهاجما شابا سيكون له شأن كبير في المستقبل لأنه يتبع خطوات واحد من أفضل المهاجمين في العالم.
والمثير أن اللاعب الشاب تيموتي فوسو - منساح صرح لموقع "مانشستر إيفنينغ" عن تجربته مع إبراهيموفيتش وذكّر الجميع ببيكهام الذي تحدث يوماً ما عن كانتونا، ليقول منساح: "التدريب مع زلاتان أمر رائع يجب التعلم منه، بعد نهاية التدريب تتعلم كيف يُسدد الركلات الحرة وكيف يصنع الهجمات وتعرف عندها مدى روعة هذا اللاعب".
سيبرهن الوقت صحة هذه المقارنة مع مرور السنوات، لكن حتى الآن شخصية كانتونا وطريقة لعبه على أرض الملعب والتأثير على اللاعبين الشباب تظهر بشكل جلي في إبراهيموفيتش وهذا ما جعل اللاعب محلّ حديث الصحافة البريطانية منذ وصوله.