يتجمّع عدد من الشبان الفلسطينيين في مدينة غزة على حُب رياضة كيك بوكسينغ (ملاكمة الرفس)، التي بدأوا بالتدرب عليها وممارستها منذ ثلاث سنوات، أملاً في احترافها والمشاركة من خلالها في المباريات الدولية.
ويعمل الفتية، الذين اتخذوا من الأبطال العالميين قدوة لهم، على تطوير ذاتهم بشكلٍ دوري من خلال تدريباتهم المتواصلة في الأماكن العامة والنوادي الخاصة، وبإمكانياتهم وأدواتهم البسيطة التي قاموا بتوفيرها من مصروفهم اليومي.
ويتطلع الفريق الذي شارك في عدد من المسابقات المحلية إلى احتراف رياضة Kickboxing، وتكوين فريق وطني يمكنه المشاركة في الدورات والأنشطة الدولية، أملاً في رفع اسم فلسطين عالياً في مختلف المحافل.
وتعتبر كيك بوكسينغ نزالاً رياضياً، وليست فناً قتالياً بحد ذاته، وقد ظهرت وروجت بهذا الشكل، وتعني أداء الحركات القتالية - الركل واللكم – بحلقات قتالية، يستعرض فيها اللاعب مهارته، ويطبق خلالها التدريبات على كل الحركات التي تعلمها.
وأوضح الكابتن معتصم الحلو، مدرب الفريق، أنّ الفكرة بدأت منذ ثلاث سنوات، حين تم تجميع أعضاء الفريق في مكان صغير، وعددهم نحو عشرة طلاب، وبدأ التدريب في عدة نواد خاصة، إلى جانب الأماكن العامة والمتنزهات، شاطئ البحر، أرض الكتيبة، وغيرها، مبيناً أن عشق هذه اللعبة هو العامل الأساسي الذي اجتمع عليه أفراد الفريق.
وأشار معتصم الحلو 22 عاماً في حديث مع "العربي الجديد" أن أول نشاط للفريق انطلق عام 2016، وذلك من خلال الإعلان عن دورة لرياضة الكيك بوكسينغ مدتها ثلاثة أسهر، شارك فيها نحو 25 طالباً، مضيفاً "من هنا بدأت فكرة تكوين فريق للتدريب، والمشاركة في البطولات المحلية، تحضيراً للمشاركة في البطولات الخارجية".
وتابع الحلو أن الفريق قام وبجهود ذاتية وفردية، بتوفير أدوات تلك الرياضة، وتتمثل في "الجلافز، كسارات الأقدام، الواقي الإسفنجي، واقي الرأس، إلى جانب كيس التدريب، مضيفاً: "نتملك لاعبين على أتم الجهوزية للمشاركة في البطولات الدولية الخاصة برياضة الكيك بوكسينغ".
(عبد الحكيم أبو رياش)
ويشارك الفريق والمسجل ضمن فرق الاتحاد الفلسطيني للكيك بوكسينغ في الأنشطة المحلية، بدأت باختبارات الأحزمة، والتي حصل من خلالها مدرب الفريق والأعضاء على الأحزمة، كذلك شارك عام 2017 في بطولة الكيك بوكسينغ الأولى، والتي نظمها الاتحاد الفلسطيني.
ويواجه الفريق حزمة من العقبات تتمثل في عدم توفر مقر خاص، للحصول على التدريبات المكثفة للتطوير من قدرات الأعضاء، كذلك عدم توفر الأدوات ومواكبة الجديد منها، وعدم تشجيع الأهالي لأبنائهم على الخوض في الرياضة، على اعتبار أنها قتال عنيف وخطر، علاوة على عدم مشاركة الفريق في الأنشطة الخارجية.
من ناحيته؛ قال اللاعب زياد أبو حرب، 16 عاماً، لـ"العربي الجديد" إنه التحق بالفريق منذ عام 2017 لممارسة عشقه للرياضات القتالية، التي تعمل على تنمية الثقة بالنفس، إلى جانب أثرها الإيجابي في الدفاع عن النفس، والتربية الصحية والبدنية، وفق تعبيره.
بينما أكد زياد الظاظا، 12 عاماً، أنه وجد نفسه بعد التحاقه بالفريق منذ بداياته الأولى، معتبراً إياه السبيل لتحقيق ما يحلم به في عالم الرياضة، ويوافقه شقيقه الأصغر زيد الظاظا، 9 سنوات، الذي يميل لرياضة الدفاع عن النفس، والرياضات المثيرة.
من جانبه؛ قال اللاعب محمود عبيد، 14 عاماً، إن الفضول دفعه لرؤية تدريبات الفريق ومن ثم الانضمام إليه قبل نحو ستة شهور، بينما يسعى اللاعب مصطفى بكير من خلال التدريبات واللعب مع الفريق إلى أن يحقق حلمه في أن يصبح بطلاً.