"كم هي محظوظة جماهير برشلونة بهذا الفريق الرائع، لقد فازوا بكل شيء ممكن خلال السنوات الأخيرة، لكنهم لم يتوقفوا أبداً عن الوصول إلى منصات التتويج، يا له من فريق جائع لا يهاب أحدا. من بيب غوارديولا وتكتيكه إلى لويس إنريكي ونجومه، يبدو أنها حقاً حقبة البلاوغرانا".
هكذا كانت كلمات المعلق الشهير روي هودسون، عند تحقيق البارسا خمس بطولات دفعة واحدة في 2015، ليتوقع الجميع من جماهير ووسائل إعلام استمرار السيطرة حتى إشعار آخر، لكن هذا لم يحدث فيما بعد، لدرجة أن الكامب نو صار على صفيح ساخن بالوقت الحالي، بعد أقل من عامين على هذا الإطراء المستحق من كبير المعلقين في أوروبا.
نجح الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو في استغلال ثلاثية فريق لوتشو جيداً، ليفوز في الانتخابات الأخيرة على منافسيه، ويحتفظ بمقعد الرئاسة الكتالونية حتى عام 2021، بعد أن نال نسبة أصوات وصلت إلى 55% مقارنة بخصمه لابورتا الذي حل ثانياً وقتها بنسبة 34%.
ولم تستمر سنوات العسل طويلاً بين بارتوميو والأنصار، ليفقد الفريق رونقه مؤخراً، ويسقط على كافة المستويات، سواء في كرة القدم أو السلة، مع نجاح خجول في بقية الألعاب الأخرى كاليد، وحل الصيف الحالي ليكون بمثابة الكابوس الذي قلب النادي رأساً على عقب، وحول الغضب إلى ما يشبه انتفاضة، في انتظار ثورة قادمة تطيح بالجميع دون استثناء.
خارج السيطرة
أوغيستي بينيديتو، أشهر رجل في كتالونيا خلال الفترة الحالية، ربما أشهر من ميسي وسواريز وحتى الراحل نيمار، بعد أن قام بإطلاق حملة "حجب الثقة" والتي حصدت صدى واسعاً في إسبانيا والعالم أجمع، حيث دعا رجل الأعمال الذي درس في أميركا إلى عملية تصويت، من أجل الإطاحة بالمجلس الحالي كاملاً بقيادة بارتوميو ومساعديه، لفشل فريق الكرة في تحقيق شيء كبير بالموسم الماضي، ونتيجة لحالة الخلل التي سيطرت على جنبات النادي بالميركاتو، ليفقد البارسا أحد أبرز نجومه، البرازيلي نيمار المنتقل إلى باريس سان جيرمان، مع خطوات متتالية من عدم الاتزان المرتبط بالإخفاق، لتنتهي فترة التعاقدات دون ضم كوتينيو، بالإضافة لعقد صفقة دارت حولها الكثير من الشبهات، بعد انتقال باولينيو من الصين إلى كامب نو مباشرة، بدفع قيمة الشرط الجزائي مع مجموعة من المتغيرات، ليفقد الجمهور صبره وتبدأ حملات الهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر وفيسبوك".
وصف بينيديتو خصمه بارتوميو بأنه خارج السيطرة، في حوار سابق له مع موقع غول العالمي، ليتحدث باستفاضة عن مشاكل الإدارة الحالية، على صعيد القرار الرياضي السيئ، والتعامل الجاف مع النجوم، وتركهم بمفردهم أمام هجوم الإعلام ومطالبات القضاء، دون نسيان العلاقة السيئة التي وصلوا لها مع إدارات الأندية الأخرى في إسبانيا وأوروبا، لدرجة أن النادي اضطر في النهاية لدفع مبلغ 105 ملايين يورو ستصل إلى 140 من أجل الشاب ديمبلي، بعد أن ضاقت إدارة دورتموند بمماطلة الكتلان وسوء تقديرهم للأمور أثناء المفاوضات.
وعند سؤاله عن أسبابه الأخرى للقيام بحملة حجب الثقة أثناء مقابلته مع شبكة ESPN الشهيرة، أكد بينيديتو أن مشاعره قوية للغاية لا تقبل الشك أبداً، لأن هذه الحملة ليست صغيرة أو محض الصدفة، بل جاءت بعد انتظار طويل ورصد لكل خطايا الإدارة الحالية على مدار العامين الأخيرين.
ووضع المرشح السابق لرئاسة النادي أمرين مهمين في سياق حديثه، حيث أكد أن بارتوميو يستخدم النادي لإنقاذ سمعته واسمه من الدخول في قضايا مع مصلحة الضرائب، قد تؤدي إلى سجنه في النهاية كما حدث مع صديقه ورئيسه السابق ساندرو روسيل، لدرجة أنه دفع مبلغا وصل إلى 5.5 ملايين يورو من إيرادات النادي، للحكومة الإسبانية بسبب تراكمات قديمة ومشبوهة، نتاج صفقة نيمار الشهيرة عند قدومه من سانتوس.
بالإضافة للأمر الثاني المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمخالفات الضخمة التي وقع فيها سلفه ساندرو روسيل، ولا تزال حاضرة بقوة داخل أروقة النادي، ولم يقدم بارتوميو أي دلائل للخروج من هذه الأزمة المستمرة، مع فشله الكامل في التعامل مع باريس سان جيرمان هذا الصيف، بعد أن حاول ضم فيراتي ليجد نفسه في النهاية مضطراً للتفريط في نيمار رغم أنفه، ما أضر بصورة برشلونة جماهيرياً ومالياً وإعلامياً في شتى أنحاء العالم.
خطوات الانتفاضة
تعتبر عملية حجب الثقة غير جديدة في الأوساط الكتالونية والإسبانية، لأنها من ضمن لائحة أي ناد خاضع لقوانين الرياضة في البلاد، وتحتاج هذه العملية إلى عدة خطوات، انتشرت عبر تويتر من خلال الحساب الرسمي لأوغيستي بينيديتو، وقام أكثر من شخص بترجمتها إلى العربية من بينهم المغرد "Ole_fb"، الذي وضع عدة نقاط تبدأ بتقديم طلب رسمي إلى الإدارة، وهذا ما فعله بينيديتو لترد عليه الإدارة بعد ذلك بالموافقة، وتؤكد بأنه يحتاج إلى نسبة 15% من إجمالي الأصوات التي لها حق الانتخاب، والبالغ عددها 110648 صوتا، أي أن الحملة تحتاج في البداية إلى ما يقارب 16 ألف صوت، من أجل عبور المهمة الأولى.
ويبدو أن هذا الرقم متاح وسهل الوصول إليه، لكن هناك بوادر خلاف بين بينيديتو والإدارة في هذا الشق، بسبب الفترة المتاحة والمقدرة بـ 14 يوماً، لكن في النهاية يجب أن يسلم العضو كافة التوقيعات يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
في حالة نجاحه المتوقع، ستأتي المهمة الثانية الصعبة، وهي القيام بتصويت جديد مع عنوان صريح، "نعم، أؤيد سحب الثقة من هذه الإدارة"، ويجب الحصول على نسبة 66% من إجمالي المشاركين في التصويت "وليس من أعضاء النادي ككل كما أشارت بعض وسائل الإعلام العربية"، بشرط ألا تقل النسبة عن 10% من مجمل أعضاء النادي، حتى يتم تفعيل هذه العبارة وتُجبر الإدارة بالكامل على تقديم الاستقالة، والدعوة بعدها إلى انتخابات جديدة تنص على ترشيح مجلس جديد تماماً. بدراسة الأرقام التي تنص عليها لائحة النادي الكتالوني، فإن بينيديتو عبر عن ثقته بتصويت حوالي 50 ألف عضو في عملية حجب الثقة، وأن هذا العدد سيكون كافيا للتفوق على بارتوميو وفريقه، حيث إنه يؤكد أن حالة الغضب كبيرة داخل النادي وخارجه، وأن الأمر لا يتعلق فقط بتجمعات الجماهير بمواقع التواصل، بل فاق ذلك بمراحل ليصل إلى أساطير النادي وبعض اللاعبين الكبار بغرفة الملابس.
مرشحون بالجملة للرئاسة
بالعودة إلى سجلات التاريخ القريب، نجد أن "الثورات" الرياضية أمر ليس بجديد على برشلونة، فقد حدثت من قبل حملة قوية لسحب الثقة من إدارة الرئيس السابق جوان لابورتا عام 2007، شارك وقتها قرابة 40 ألف عضو، ووصلت نسبة المصوتين بنعم لحجب الثقة إلى 60% من إجمالي 40 ألفاً، أي أن الأمر كان قريباً للغاية لكن في النهاية نجت الإدارة لتستمر حتى عام 2010، وبالتالي هناك إمكانية لتكرار الانتفاضة من جديد، خصوصاً مع تأكيدات بينيديتو نفسه بأن عدداً غير قليل من الأعضاء الذين أعطوا صوتهم لبارتوميو في الانتخابات الأخيرة، قاموا بتغيير رأيهم في الوقت الحالي، بعد الأزمات المتتالية التي ضربت النادي.
وإذا نجحت العملية وتم الوصول إلى انتخابات جديدة، فإن أوغيستي بينيديتو سيكون مرشحاً مؤكداً في الانتخابات، بالإضافة لجوان لابورتا، المحامي الذي يحظى بدعم كبير من جماهير برشلونة، نظراً لحالة النجاح التي حققها رفقة بيب غوارديولا في حقبة ما بعد 2008.
وأكد القانوني المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل أنه سيعود من جديد لإنقاذ برشلونة في الوقت المناسب، مما يعني إمكانية دخوله السباق القادم، ومنافسته القوية حتى النهاية. من الممكن أيضاً دخول المرشح السابق توني فريشا، الإداري الذي عمل من قبل في مجلس روسيل لكنه استقال بعد المشاكل القديمة. بينما يحصل فيكتور فونت على لقب المرشح غير المنتظر، وهو رجل الأعمال الكتالوني المعروف بعلاقاته القوية ونفوذه الواسع، والذي تربطه صلة وطيدة بأكثر من قناة وراديو وصحيفة في برشلونة.
ويملك فونت خبرات عريضة على مستوى المال والأعمال، مع تمتعه بثقة الأعضاء الكتلان داخل النادي، وكان قاب قوسين أو أدنى من الدخول في انتخابات 2015، لكنه فضل الانسحاب في النهاية، ليستفيد بارتوميو بشكل مباشر من هذا القرار غير المتوقع، لتأثيره الشديد على معظم وسائل الإعلام في الإقليم، كما يفعل روسيل ومن بعده بارتوميو مع عدة صحف أشهرها موندو ديبورتيفو.
لا مانع من المفاجآت
وضع روسيل وبارتوميو قيوداً صعبة على عضوية نادي برشلونة بعد قدوم الثنائي، وزادت الأمور تعقيداً في الآونة الأخيرة، وعملت الإدارة الحالية على هذه الفكرة حتى تضمن ولاء مجموعة الأعضاء، وتحمي نفسها من إمكانية تمديد القاعدة لتضم الأجانب من مختلف الجنسيات، مما يجعل أمر إسقاطها سهلاً فيما بعد، لدرجة أن نائب الرئيس بارتوميو تحدث بأن حملات الهجوم على الإدارة تأتي من خارج كتالونيا، من الشرق الأوسط وآسيا والهند، في دلالة واضحة على تفريغ الأمور الرياضية من مضمونها الطبيعي، وتحويل الصراع إلى عاملي الجنسية واللغة.
ومع التأكيد على صعوبة حجب الثقة في الفترة الحالية، إلا أن الأمر لا يخلو من المفاجآت الواردة، فميسي وإنييستا لم يجددا عقدهما بعد، وأكد الصحافي الموثوق في كتالونيا، ألفريدو مارتينيز، بأن الأرجنتيني لا يريد التوقيع على العقد الجديد مع الإدارة الحالية، لأنه لا يثق بعملها ومنزعج بشدة بعد فشل الميركاتو الصيفي ورحيل زميله نيمار، لذلك يرغب في ضمانات أولاً قبل تفعيل العقد.
ويعتبر هذا الكلام متطابقاً بشدة مع الوضع الحالي، فالإدارة خرجت منذ فترة لتؤكد أن ميسي وقع، لكن المصادر المقربة من اللاعب نفت الخبر، ليخرج أحد أعضاء المجلس منذ أيام ويعترف بأن ليونيل ميسي لم يوقع فعلاً على العقد الجديد حتى هذه اللحظة. ربما لن يتوقف الشك عند هذا الحد، فأسطورة النادي تشافي هيرنانديز خرج عن صمته بالأيام الماضية، ليهاجم إدارة بارتوميو ويعترف بأنها قللت كثيراً من قوة أكاديمية لا ماسيا، مع تفريطها الغريب في عديد النجوم والمواهب الشابة، وتشير التوقعات إلى أن انتقادات تشافي ستصبح أكثر حدة في الأيام القليلة القادمة، مع توقعات بدخول أكثر من نجم سابق دائرة الصراع، لأن المرحلة الحالية لا تحتاج أبداً إلى الصمت، لذلك فإن كل شيء وارد خلال الشهرين المقبلين، فقط علينا انتظار فوهة بركان الغضب.
اقــرأ أيضاً
هكذا كانت كلمات المعلق الشهير روي هودسون، عند تحقيق البارسا خمس بطولات دفعة واحدة في 2015، ليتوقع الجميع من جماهير ووسائل إعلام استمرار السيطرة حتى إشعار آخر، لكن هذا لم يحدث فيما بعد، لدرجة أن الكامب نو صار على صفيح ساخن بالوقت الحالي، بعد أقل من عامين على هذا الإطراء المستحق من كبير المعلقين في أوروبا.
نجح الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو في استغلال ثلاثية فريق لوتشو جيداً، ليفوز في الانتخابات الأخيرة على منافسيه، ويحتفظ بمقعد الرئاسة الكتالونية حتى عام 2021، بعد أن نال نسبة أصوات وصلت إلى 55% مقارنة بخصمه لابورتا الذي حل ثانياً وقتها بنسبة 34%.
ولم تستمر سنوات العسل طويلاً بين بارتوميو والأنصار، ليفقد الفريق رونقه مؤخراً، ويسقط على كافة المستويات، سواء في كرة القدم أو السلة، مع نجاح خجول في بقية الألعاب الأخرى كاليد، وحل الصيف الحالي ليكون بمثابة الكابوس الذي قلب النادي رأساً على عقب، وحول الغضب إلى ما يشبه انتفاضة، في انتظار ثورة قادمة تطيح بالجميع دون استثناء.
خارج السيطرة
أوغيستي بينيديتو، أشهر رجل في كتالونيا خلال الفترة الحالية، ربما أشهر من ميسي وسواريز وحتى الراحل نيمار، بعد أن قام بإطلاق حملة "حجب الثقة" والتي حصدت صدى واسعاً في إسبانيا والعالم أجمع، حيث دعا رجل الأعمال الذي درس في أميركا إلى عملية تصويت، من أجل الإطاحة بالمجلس الحالي كاملاً بقيادة بارتوميو ومساعديه، لفشل فريق الكرة في تحقيق شيء كبير بالموسم الماضي، ونتيجة لحالة الخلل التي سيطرت على جنبات النادي بالميركاتو، ليفقد البارسا أحد أبرز نجومه، البرازيلي نيمار المنتقل إلى باريس سان جيرمان، مع خطوات متتالية من عدم الاتزان المرتبط بالإخفاق، لتنتهي فترة التعاقدات دون ضم كوتينيو، بالإضافة لعقد صفقة دارت حولها الكثير من الشبهات، بعد انتقال باولينيو من الصين إلى كامب نو مباشرة، بدفع قيمة الشرط الجزائي مع مجموعة من المتغيرات، ليفقد الجمهور صبره وتبدأ حملات الهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر وفيسبوك".
وصف بينيديتو خصمه بارتوميو بأنه خارج السيطرة، في حوار سابق له مع موقع غول العالمي، ليتحدث باستفاضة عن مشاكل الإدارة الحالية، على صعيد القرار الرياضي السيئ، والتعامل الجاف مع النجوم، وتركهم بمفردهم أمام هجوم الإعلام ومطالبات القضاء، دون نسيان العلاقة السيئة التي وصلوا لها مع إدارات الأندية الأخرى في إسبانيا وأوروبا، لدرجة أن النادي اضطر في النهاية لدفع مبلغ 105 ملايين يورو ستصل إلى 140 من أجل الشاب ديمبلي، بعد أن ضاقت إدارة دورتموند بمماطلة الكتلان وسوء تقديرهم للأمور أثناء المفاوضات.
وعند سؤاله عن أسبابه الأخرى للقيام بحملة حجب الثقة أثناء مقابلته مع شبكة ESPN الشهيرة، أكد بينيديتو أن مشاعره قوية للغاية لا تقبل الشك أبداً، لأن هذه الحملة ليست صغيرة أو محض الصدفة، بل جاءت بعد انتظار طويل ورصد لكل خطايا الإدارة الحالية على مدار العامين الأخيرين.
ووضع المرشح السابق لرئاسة النادي أمرين مهمين في سياق حديثه، حيث أكد أن بارتوميو يستخدم النادي لإنقاذ سمعته واسمه من الدخول في قضايا مع مصلحة الضرائب، قد تؤدي إلى سجنه في النهاية كما حدث مع صديقه ورئيسه السابق ساندرو روسيل، لدرجة أنه دفع مبلغا وصل إلى 5.5 ملايين يورو من إيرادات النادي، للحكومة الإسبانية بسبب تراكمات قديمة ومشبوهة، نتاج صفقة نيمار الشهيرة عند قدومه من سانتوس.
بالإضافة للأمر الثاني المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمخالفات الضخمة التي وقع فيها سلفه ساندرو روسيل، ولا تزال حاضرة بقوة داخل أروقة النادي، ولم يقدم بارتوميو أي دلائل للخروج من هذه الأزمة المستمرة، مع فشله الكامل في التعامل مع باريس سان جيرمان هذا الصيف، بعد أن حاول ضم فيراتي ليجد نفسه في النهاية مضطراً للتفريط في نيمار رغم أنفه، ما أضر بصورة برشلونة جماهيرياً ومالياً وإعلامياً في شتى أنحاء العالم.
خطوات الانتفاضة
تعتبر عملية حجب الثقة غير جديدة في الأوساط الكتالونية والإسبانية، لأنها من ضمن لائحة أي ناد خاضع لقوانين الرياضة في البلاد، وتحتاج هذه العملية إلى عدة خطوات، انتشرت عبر تويتر من خلال الحساب الرسمي لأوغيستي بينيديتو، وقام أكثر من شخص بترجمتها إلى العربية من بينهم المغرد "Ole_fb"، الذي وضع عدة نقاط تبدأ بتقديم طلب رسمي إلى الإدارة، وهذا ما فعله بينيديتو لترد عليه الإدارة بعد ذلك بالموافقة، وتؤكد بأنه يحتاج إلى نسبة 15% من إجمالي الأصوات التي لها حق الانتخاب، والبالغ عددها 110648 صوتا، أي أن الحملة تحتاج في البداية إلى ما يقارب 16 ألف صوت، من أجل عبور المهمة الأولى.
ويبدو أن هذا الرقم متاح وسهل الوصول إليه، لكن هناك بوادر خلاف بين بينيديتو والإدارة في هذا الشق، بسبب الفترة المتاحة والمقدرة بـ 14 يوماً، لكن في النهاية يجب أن يسلم العضو كافة التوقيعات يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
في حالة نجاحه المتوقع، ستأتي المهمة الثانية الصعبة، وهي القيام بتصويت جديد مع عنوان صريح، "نعم، أؤيد سحب الثقة من هذه الإدارة"، ويجب الحصول على نسبة 66% من إجمالي المشاركين في التصويت "وليس من أعضاء النادي ككل كما أشارت بعض وسائل الإعلام العربية"، بشرط ألا تقل النسبة عن 10% من مجمل أعضاء النادي، حتى يتم تفعيل هذه العبارة وتُجبر الإدارة بالكامل على تقديم الاستقالة، والدعوة بعدها إلى انتخابات جديدة تنص على ترشيح مجلس جديد تماماً. بدراسة الأرقام التي تنص عليها لائحة النادي الكتالوني، فإن بينيديتو عبر عن ثقته بتصويت حوالي 50 ألف عضو في عملية حجب الثقة، وأن هذا العدد سيكون كافيا للتفوق على بارتوميو وفريقه، حيث إنه يؤكد أن حالة الغضب كبيرة داخل النادي وخارجه، وأن الأمر لا يتعلق فقط بتجمعات الجماهير بمواقع التواصل، بل فاق ذلك بمراحل ليصل إلى أساطير النادي وبعض اللاعبين الكبار بغرفة الملابس.
مرشحون بالجملة للرئاسة
بالعودة إلى سجلات التاريخ القريب، نجد أن "الثورات" الرياضية أمر ليس بجديد على برشلونة، فقد حدثت من قبل حملة قوية لسحب الثقة من إدارة الرئيس السابق جوان لابورتا عام 2007، شارك وقتها قرابة 40 ألف عضو، ووصلت نسبة المصوتين بنعم لحجب الثقة إلى 60% من إجمالي 40 ألفاً، أي أن الأمر كان قريباً للغاية لكن في النهاية نجت الإدارة لتستمر حتى عام 2010، وبالتالي هناك إمكانية لتكرار الانتفاضة من جديد، خصوصاً مع تأكيدات بينيديتو نفسه بأن عدداً غير قليل من الأعضاء الذين أعطوا صوتهم لبارتوميو في الانتخابات الأخيرة، قاموا بتغيير رأيهم في الوقت الحالي، بعد الأزمات المتتالية التي ضربت النادي.
وإذا نجحت العملية وتم الوصول إلى انتخابات جديدة، فإن أوغيستي بينيديتو سيكون مرشحاً مؤكداً في الانتخابات، بالإضافة لجوان لابورتا، المحامي الذي يحظى بدعم كبير من جماهير برشلونة، نظراً لحالة النجاح التي حققها رفقة بيب غوارديولا في حقبة ما بعد 2008.
وأكد القانوني المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل أنه سيعود من جديد لإنقاذ برشلونة في الوقت المناسب، مما يعني إمكانية دخوله السباق القادم، ومنافسته القوية حتى النهاية. من الممكن أيضاً دخول المرشح السابق توني فريشا، الإداري الذي عمل من قبل في مجلس روسيل لكنه استقال بعد المشاكل القديمة. بينما يحصل فيكتور فونت على لقب المرشح غير المنتظر، وهو رجل الأعمال الكتالوني المعروف بعلاقاته القوية ونفوذه الواسع، والذي تربطه صلة وطيدة بأكثر من قناة وراديو وصحيفة في برشلونة.
ويملك فونت خبرات عريضة على مستوى المال والأعمال، مع تمتعه بثقة الأعضاء الكتلان داخل النادي، وكان قاب قوسين أو أدنى من الدخول في انتخابات 2015، لكنه فضل الانسحاب في النهاية، ليستفيد بارتوميو بشكل مباشر من هذا القرار غير المتوقع، لتأثيره الشديد على معظم وسائل الإعلام في الإقليم، كما يفعل روسيل ومن بعده بارتوميو مع عدة صحف أشهرها موندو ديبورتيفو.
لا مانع من المفاجآت
وضع روسيل وبارتوميو قيوداً صعبة على عضوية نادي برشلونة بعد قدوم الثنائي، وزادت الأمور تعقيداً في الآونة الأخيرة، وعملت الإدارة الحالية على هذه الفكرة حتى تضمن ولاء مجموعة الأعضاء، وتحمي نفسها من إمكانية تمديد القاعدة لتضم الأجانب من مختلف الجنسيات، مما يجعل أمر إسقاطها سهلاً فيما بعد، لدرجة أن نائب الرئيس بارتوميو تحدث بأن حملات الهجوم على الإدارة تأتي من خارج كتالونيا، من الشرق الأوسط وآسيا والهند، في دلالة واضحة على تفريغ الأمور الرياضية من مضمونها الطبيعي، وتحويل الصراع إلى عاملي الجنسية واللغة.
ومع التأكيد على صعوبة حجب الثقة في الفترة الحالية، إلا أن الأمر لا يخلو من المفاجآت الواردة، فميسي وإنييستا لم يجددا عقدهما بعد، وأكد الصحافي الموثوق في كتالونيا، ألفريدو مارتينيز، بأن الأرجنتيني لا يريد التوقيع على العقد الجديد مع الإدارة الحالية، لأنه لا يثق بعملها ومنزعج بشدة بعد فشل الميركاتو الصيفي ورحيل زميله نيمار، لذلك يرغب في ضمانات أولاً قبل تفعيل العقد.
ويعتبر هذا الكلام متطابقاً بشدة مع الوضع الحالي، فالإدارة خرجت منذ فترة لتؤكد أن ميسي وقع، لكن المصادر المقربة من اللاعب نفت الخبر، ليخرج أحد أعضاء المجلس منذ أيام ويعترف بأن ليونيل ميسي لم يوقع فعلاً على العقد الجديد حتى هذه اللحظة. ربما لن يتوقف الشك عند هذا الحد، فأسطورة النادي تشافي هيرنانديز خرج عن صمته بالأيام الماضية، ليهاجم إدارة بارتوميو ويعترف بأنها قللت كثيراً من قوة أكاديمية لا ماسيا، مع تفريطها الغريب في عديد النجوم والمواهب الشابة، وتشير التوقعات إلى أن انتقادات تشافي ستصبح أكثر حدة في الأيام القليلة القادمة، مع توقعات بدخول أكثر من نجم سابق دائرة الصراع، لأن المرحلة الحالية لا تحتاج أبداً إلى الصمت، لذلك فإن كل شيء وارد خلال الشهرين المقبلين، فقط علينا انتظار فوهة بركان الغضب.