تحظى رياضة المصارعة النوبية بشعبية لافتة، تحديداً لدى أهالي جبال النوبة في منطقة جنوب كردفان، الإقليم الغربي للسودان، التي جاؤوا بها بعد نزوحهم إلى العاصمة السودانية الخرطوم هرباً من المعارك الدائرة في منطقتهم.
تختلف طقوس المصارعة النوبية بين قبيلة وأخرى؛ فالنوبيون ليسوا قبيلة واحدة، بل قبائل عدة تعيش في جنوب كردفان. وداخل القبيلة الواحدة، يعهد بالمشاركة في المصارعة إلى بيوت محددة، فهو أمر شبه مقدس لا يستطيع أي فرد القيام به.
هذا الطقس الرياضي لم تشهده مدينة الخرطوم في تاريخها، إذ انتقلت إليها منذ سبعينيات القرن الماضي، كغيرها من الطقوس والعادات والتقاليد التي أحضرها أهالي جبال النوبة.
وتشبه المصارعة النوبية اليابانية "السومو"، وإن اختلفت في بعض التفاصيل؛ إذ يرتدي المصارع سروالاً قصيراً، وغالباً ما يكون الجزء العلوي عارياً ويتم دهنه بالألوان، وتعتمد هذه المصارعة على الخفة والرشاقة والخداع.
كذلك تستخدم في المنافسة الأيدي، إذ يقف المتصارعان في حلبة دائرية الشكل، ويسعى كل خصم لإيقاع الآخر أرضاً حتى يحسم الصراع. ويتفاخر بعض المصارعين بعدم لمس أجسادهم الأرض قط.
وحول تلك الرياضة، يقول النمر علي الملقب بـ"الكوكو" لـ"العربي الجديد" إن رياضة المصارعة تعني له الكثير، فهي تحتاج إلى قوة وشجاعة ولياقة عالية جداً وممارسة. ويضيف: "مارست تلك الرياضة ثماني سنوات في جبال النوبة، وانتقل هذا الإرث إلى العاصمة السودانية الخرطوم وتم تطويره".
من جهته، يقول عبدالله علي، عضو اتحاد المصارعة السودانية لـ"العربي الجديد"، إن "المصارعة تراث نوبي بدأ في جبال النوبة، وتم تأسيسه من قبل أبناء النوبة وأبناء الهوازمة أو "الرحل" كما يسمّون، كلهم موجودون في منطقة جنوب السودان، وانتقلت هذه الرياضة إلى الخرطوم منذ سبعينيات القرن الماضي، كغيرها من الطقوس والعادات والتقاليد التي جاء بها أهالي جبال النوبة بعد نزوحهم إلى العاصمة هرباً من المعارك الدائرة في منطقتهم".