بسط النجمان البرتغالي كريستيانو رونالدو، والأرجنتيني ليونيل ميسي نفوذهما على عالم الساحرة المستديرة، من خلال البطولات والجوائز الفردية التي هيمنا عليها خلال السنوات العشر الماضية. لكن الكرواتي لوكا مودريتش تمكن من الظفر بالكرة الذهبية عام 2018، علماً أن اللاعبين تقدما في السنّ، ليصبح الطريق مفتوحاً أمام نجوم صغار يتألقون في الملاعب الأوروبية مع أنديتهم، وقد يصبحون مستقبلاً قادرين على الوقوف على منصات التتويج في المحافل الدولية.
جوهرة فرنسا
ساهم النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي صاحب الـ20 عاماً في تتويج الديوك ببطولة كأس العالم 2018، بالإضافة إلى تألقه مع نادي باريس سان جيرمان في البطولات المحلية والقارّية، لينال جائزة أفضل لاعب شاب في مونديال روسيا الماضي، ويتوج بجائزة أفضل لاعب واعد لعام 2018 "كأس كوبا"، التي قدمتها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية.
ويُعتبر مهاجم باريس سان جيرمان من النجوم الواعدين في عالم الكرة، بسبب امتلاكه جسداً رياضياً قوياً، إذ يزن 73 كيلوغراماً وطوله 5 أقدام، ما مكّنه من القيام بانطلاقات سريعة نحو شباك خصومه، وجعله ثاني أغلى لاعب في العالم بعد البرازيلي نيمار دا سيلفا، إذ انتقل إلى صفوف نادي العاصمة الفرنسي بمبلغ 180 مليون يورو.
ونال مبابي العديد من الإشادات الواسعة من أساطير اللعبة، وعلى رأسهم البرازيلي بيليه، الذي أعجب بالنجم الفرنسي الشاب، وتوقع أن يُخلد اسمه في تاريخ كرة القدم، حتى إنه مازح مهاجم باريس سان جيرمان، بعدما تألق في مونديال روسيا، وبات يفكر بالعودة إلى الملاعب رغم وصوله إلى سنّ السابعة والسبعين من عمره.
خليفة بيليه
استغربت الجماهير قيام إدارة نادي ريال مدريد بدفع 54 مليون دولار، حتى تبرم صفقة التعاقد مع النجم الشاب فينيسيوس جونيو صاحب الـ18 عاماً، على الرغم من أنه يومها لم يكن قد شارك سوى في 20 دقيقة بالدوري البرازيلي، لتتركه بعدها يخوض تجربة قصيرة هناك ليكتسب بعض الخبرة.
واقتنعت الجماهير بعدما رأت أداءه الساحر والمبهر في المباريات، التي خاضها مع ريال مدريد في البطولات المحلية والقارّية، إثر حصوله على الفرصة لإثبات نفسه مع المدرب الأرجنتيني المُقال سانتياغو سولاري، من خلال مراوغاته الجميلة، وسرعته الكبيرة، ما جعله أحد المرشحين القادمين بقوة، لجائزة الكرة الذهبية.
يُذكر أن فينيسيوس جونيو قاد منتخب البرازيل للفوز ببطولة كأس أمم أميركا الجنوبية تحت 17 عاماً، ليحصل على لقب هداف المسابقة القارية، وجائزة أفضل لاعب.
أمل إنكلترا
تعلّق النجم الإنكليزي ماركوس راشفورد صاحب الـ21 عاماً بالكرة منذ أن كان طفلاً، بسبب عمل والده روبرت مدرباً لإحدى الأكاديميات في بريطانيا، ليلفت الأنظار إليه عند بلوغه الرابعة من العمر، ما جعل كشافة نادي مانشستر يونايتد تسارع للتعاقد معه، ليثبت نفسه مع الفئات السنّية للشياطين الحمر.
انطلق راشفورد نحو الشهرة في عالم كرة القدم، بعدما منحه المدرب الهولندي المخضرم لويس فان غال الفرصة، ليغتنمها ويخطف الأضواء بقوة، ما جعل الجهاز الفني للمنتخب الإنكليزي يقوم باستدعائه للتشكيلة الأساسية للمشاركة في بطولة يورو 2016، لتتمسك إدارة الشياطين به وتعطيه قميصاً يحمل الرقم 10، بعد خروج النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش من الفريق.
ونفض راشفورد الغُبار عن كتفيه، بعدما تولى النرويجي أولي غونار سولسكاير إدارة الجهاز الفني لنادي مانشستر يونايتد، خلفاً للمدرب البرتغالي المُقال جوزيه مورينيو، الذي اعتبرته وسائل الإعلام البريطانية مسؤولاً عن تراجع مستوى نجمها، بسبب عدم تركه يلعب بحرية في الخط الهجومي. وتألق المهاجم الشاب في مباراة إياب دور الـ16 أمام باريس سان جيرمان في بطولة دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي، بعدما سجل هدف الفوز، ليقود الشياطين الحمر لـ"ريمونتادا" غير متوقعة، ما جعل الجماهير تتوقع أن يكون أحد المرشحين القادمين بقوة في سباق جائزة الكرة الذهبية.
نجومية بالوراثة
لم يكتفِ جاستن كلويفرت (19 عاماً) بحمل اسم والده، الذي أمتع وسحر جماهير الكرة، عندما لعب مع نادي برشلونة الإسباني في 182 مباراة سجل فيها 90 هدفاً، بل ورث عنه أيضاً المهارة والسرعة والكرات الرأسية والتسديدات القوية، من خارج منطقة الجزاء مع ناديه السابق أياكس أمستردام الهولندي، ما جعل إدارة روما الإيطالي تسارع الخطى للتوقيع معه بصفقة بلغت 17.25 مليون يورو.
ورغم صغر سنّه، نجح جاستن في إحراز ثلاثة أهداف "هاتريك" في مباراة واحدة مع نادي أياكس، ما جعله يتفوق على والده، الذي لم يستطع فعل الأمر في الدوري الهولندي الممتاز.
ميسي الجديد
نجح الصغير بيترو بيليغري (18 عاماً) في تحقيق بعض الأرقام القياسية في سنّ الخامسة عشرة من عمره مع نادي جنوى، بعدما أصبح أصغر لاعب يشارك في مباراة رسمية في تاريخ الدوري الإيطالي، وأصغر لاعب يسجل هدفين في مباراة واحدة بالمسابقة.
وبسبب أدائه ومهاراته الاستثنائية وقوته البدنية، التي أتعبت مدافعي الأندية في مراقبته، انهالت عليه العروض من كبرى الفرق الأوروبية، إلا أن إدارة موناكو الفرنسي نجحت في التعاقد معه مقابل 24 مليون دولار، ليصبح ثاني أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم بفئته العمرية.