ليلة عربية مثيرة تنتظرها الجماهير في مصر والمغرب وتونس، حينما تعود الحياة إلى منافسات دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم لموسم 2019-2020 بانطلاق جولة ذهاب الدور ربع النهائي، في رحلة بالغة الشراسة والصعوبة، والتي يصفها الخبراء بالنهائي المبكر في جميع مبارياته، لقوة الفرق الثمانية المتأهلة له، حيث تخوض 3 أندية عربية مواجهات من العيار الثقيل في رحلة الحصول على الكأس القارية الكبرى وجائزتها المالية الضخمة.
وفي العاصمة المصرية القاهرة، يتجدد الصدام الكروي الكبير بين الزمالك المصري والترجي التونسي عبر لقاء بالغ الصعوبة بينهما على ملعب الأول تحت شعار لا بديل عن الفوز.
وتمثل مباراة الزمالك والترجي المواجهة الثانية وجها لوجه للفريقين اللذين لعبا في العاصمة القطرية الدوحة واحدة من أجمل المباريات على لقب بطل السوبر الأفريقي، وحسمها الزمالك لصالحه بثلاثة أهداف مقابل هدف، ونال الكأس الغالية وأول ألقابه في عام 2020.
ولا بديل أمام الترجي سوى تحقيق نتيجة إيجابية لمصالحة جماهيره والاقتراب خطوة من التأهل للدور المقبل، والدفاع عن لقبه الذي حاز عليه في آخر نسختين.
ويراهن الزمالك على خبرات مديره الفني باتريس كارتيرون في الحصول على فوز لا يقل عن فارق الهدفين، قبل الذهاب إلى رادس لخوض الإياب في عقر دار الترجي. ويلعب كارتيرون بطريقة 4-2-3-1، وتبدو تشكيلته التي حققت الفوز على الترجي هي الأقرب لبدء المواجهة، التي تضم محمد أبوجبل حارسا للمرمى، ومحمود علاء ومحمود الونش وحازم إمام ومحمد عبد الغني ومحمد عبد الشافي للدفاع، وفرجاني ساسي وطارق حامد محوري ارتكاز، وأشرف بن شرقي ويوسف أوباما وأحمد زيزو ومحمد أوناجم للوسط، ومصطفى محمد للهجوم، وهي المجموعة الأكثر قربا للمدير الفني الفرنسي.
ويميل كارتيرون في مبارياته على ملعبه منذ توليه المسؤولية إلى محاولة التسجيل وحسم النتيجة من الشوط الأول، ويتوقع أن يبدأ المواجهة باندفاع كبير أملا في هز شباك الترجي مع الحفاظ على الثبات الدفاعي لمنع استقبال الأهداف، وتعد النتيجة 2-صفر هي الأكثر تركيزا وتكرارا لكارتيرون في قيادة الفريق الأبيض في دوري الأبطال على ملعبه وحققها مرتين على حساب زيسكو الزامبي وبريميرو دي أغستو الأنغولي.
من جانبه، أكد باتريس كارتيرون المدير الفني للزمالك، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، صعوبة اللقاء المرتقب أمام الترجي وأمله في أن يحالف التوفيق لاعبيه على أرض الملعب لتحقيق الفوز.
وقال كارتيرون: "مباراة دور الثمانية تختلف عن السوبر. لدينا الآن سيناريو واحد نلعب عليه وهو تحقيق الفوز بأعلى عدد من الأهداف مع الاحتفاظ بشباكنا عذراء في الوقت نفسه، ولن تحسم بطاقة التأهل في القاهرة بل في رادس، ولكن علينا أن نكون الأكثر تسجيلا وأفضلية. وكمدرب، لي ذكريات مع الترجي حينما كنت أدرب الأهلي وخسرت هناك 0-3 بعدما حققت الفوز 3-1 في الذهاب بنهائي 2018، ولهذا نقلت خبراتي إلى اللاعبين وشددت على ضرورة التعامل بحذر مع الترجي الذي يجيد التسجيل خارج ملعبه، ويلعب على نقاط ضعف منافسه، ومستواه خارج ملعبه يختلف تماما بداخله".
وأضاف: "ليست هناك أي ضغوط على اللاعبين، وطوينا صفحة لقاء القمة أمام الأهلي في الدوري الممتاز أخيرا، ولا نفكر في أي شيء سوى كيفية التأهل إلى الدور قبل النهائي".
في المقابل، أكد معين الشعباني المدير الفني للترجي، في تصريحات للصحف التونسية، خوضه اللقاء بشكل مختلف تماما عما كان عليه الفريق في لقاء السوبر الأفريقي، وأن الفريق تعلم من أخطاء سابقة ارتكبها من أجل تداركها في دوري أبطال أفريقيا.
وبعيدا عن القمة العربية "المصرية - التونسية"، يخوض نادي الرجاء البيضاوي المغربي مواجهة أخرى بالغة الشراسة، حينما يستضيف مازيمبي الكونغولي المرشح القوي لإحراز اللقب، في مواجهة لا بديل فيها عن الفوز وبأكبر عدد من الأهداف قبل الذهاب إلى لوموبوتشي، معقل مازيمبي المرعب.
ويدخل الرجاء المواجهة في حالة فنية جيدة، إذ يراهن المدير الفني جمال السلامي على عنصري الأرض والجمهور إضافة إلى قوته الضاربة الممثلة في مالانغو رأس الحربة، ومحسن متولي وسفيان رحيمي وبدر بانون وأيوب نناح ونغوما. وينتظر أن يؤدي الرجاء المواجهة بطريقة 4-3-3، حيث يخشى السلامي من الاندفاع الهجومي أمام مازيمبي وترك مساحات يجيد الأخير استغلالها عبر سرعات لاعبيه في المرتدات.
ويراهن الرجاء بشكل كبير على مهاجمه مالانغو في التسجيل من ألعاب الهواء، إضافة إلى الحلول الفردية لرحيمي ومتولي في الوسط، سواء في التسجيل أو صناعة الفرص، ويخشى الرجاء فقط من قلة خبرة لاعبيه بالمواجهات الحاسمة أمام منافس متمرس مثل مازيمبي، الذي حقق اللقب أكثر من مرة، إضافة إلى الخوف من التسرع في اللمسة الأخيرة أمام المرمى، بسبب الرغبة في تحقيق فوز كبير على الفريق الكونغولي قبل الذهاب إلى عقر داره للعب مباراة الإياب الصعبة.