تتواصل أزمة مباراة النجمة اللبناني وهلال القدس الفلسطيني في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي بسبب تحديد مكان الملعب الذي سيستضيف اللقاء في إطار منافسات المجموعة الأولى، وذلك نظراً لتداخل السياسة مع الرياضة بسبب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
هلال القدس ومجموعة عربية
أسفرت قرعة بطولة كأس الاتحاد الآسيوي عن وجود فريق النجمة اللبناني في المجموعة الأولى إلى جانب أندية الجيش السوري والوحدات الأردني وهلال القدس الفلسطيني. الأمر الذي يعني أن الأندية الثلاثة؛ النجمة والوحدات والجيش، عليها خوض مبارياتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي ظل الصراع السياسي القائم منذ سنوات طويلة بين الدول العربية وإسرائيل على خلفية احتلال الكيان الصهيوني واغتصابها للأراضي الفلسطينية، فإن لبنان وضع حظراً على التعامل مع إسرائيل على مختلف الأصعدة الاجتماعية، السياسية، التجارية، الثقافية وحتى الرياضية.
وفي هذا الإطار سيكون فريق النجمة اللبناني أمام خيار صعب وهو خوض مواجهة هلال القدس الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وتحديداً في ملعب "الشهيد فيصل الحسيني" في القدس، وهو الخيار الذي يعني دخول بعثة فريق النجمة اللبناني عبر الحدود مع فلسطين المُحتلة، الأمر الذي يعني المرور عبر نقطة تفتيش إسرائيلية بشكل مؤكد.
رفض التطبيع
في هذا الإطار تتمسك إدارة فريق هلال القدس الفلسطيني بخوض مبارياته الثلاث في المجموعة الأولى على أرضه وأمام جمهوره، خصوصاً أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم المتمثل بالرئيس جبريل رجوب أكد أنه يقف وراء قرار فريق هلال القدس وهو يحترم قراره بأن يلعب على أرضه.
لكن إدارة فريق النجمة ترفض تماماً اللعب في الأراضي الفلسطينية المُحتلة، لأن ذلك سيكون بمثابة "التطبيع" مع العدو الإسرائيلي بشكل فاضح. وفي هذا الإطار تحدّث رئيس فريق النجمة أسعد الصقال في مقابلة خاصة نوه فيها برفض فريق النجمة خوض اللقاء في فلسطين.
وأكد أسعد الصقال، رئيس فريق النجمة، أنه رغم تأكيد الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني بأنهم سيكونون بضيافة الشعب الفلسطيني والاتحاد وفريق هلال القدس وليس في ضيافة الإسرائيليين، إلا أن الصقال رفض فكرة سفر لاعبيه إلى فلسطين في ظل الأزمة السياسية والصراع الأزلي مع العدو الإسرائيلي.
وفي حديثه أشار الصقال إلى أن سفر بعثة فريق النجمة ستتطلب المرور في معابر خاصة يُشرف عليها عناصر من الجيش الإسرائيلي، وبالتالي لن يسمح الصقال للعناصر العسكرية بتفتيش اللاعبين والكشف على جوازات السفر اللبنانية، لأنه يُعتبر بمثابة تطبيع واضح مع العدو.
أين ستُلعب المباراة؟
في ظل رفض فريق النجمة خوض المباراة المُحددة إقامتها في الأول من شهر إبريل/ نيسان 2019 في فلسطين فإن فريق هلال القدس أمام خيار واحد لا ثاني له والذي يتمثل باللعب خارج أرضه في ملعب مُحايد. ووفقاً للمعلومات من داخل النادي "النبيذي" فإنه لا يُمانع في أن يختار فريق هلال القدس الملعب المُحايد في أي بلد يريده.
ووسط هذه الأزمة الكبيرة، سيكون الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مُجبراً على دراسة الملف سريعاً بغية البت به قبل موعد اللقاء المُحدد مطلع شهر إبريل/ نيسان المقبل، وإلا سيأزم الوضع أكثر. يُذكر أن الاتحاد اللبناني لكرة القدم تواصل مع نظيره الفلسطيني والاتحاد الآسيوي لكرة القدم وذلك من أجل المساعدة في حل مشكلة الملعب الذي ستُلعب فيه المواجهة بين النجمة اللبناني وهلال القدس الفلسطيني.