انتهى موسم فورمولا 1 لموسم 2017 بتتويج السائق البريطاني لويس هاميلتون مرة جديدة بلقب بطولة العالم، ليؤكد الأخير تفوق فريق "مرسيديس" لعام جديد من دون منافسة جدية من فريق "فيراري" الذي اجتهد لكنه لم يتابع المنافسة حتى النفس الأخير وسقط في الأمتار الأخيرة.
تفوق مرسيديس
رغم منافسة "فيراري" لفريق "مرسيديس" في هذا الموسم، إلا أن الكلمة الأخيرة كانت لهاميلتون الذي رفع لقب بطولة العالم للمرة الرابعة خلال مسيرته في فورمولا 1. أثبت "مرسيديس" مرة جديدة أنه الأقوى بعد أن خطف لقب السائقين ولقب الصانعين أيضاً، وتُعتبر هذه المرة الرابعة التي يُحقق فيها الفريق الألماني "الثنائية".
في المقابل سجل فريق "مرسيديس" المركز الأول بنسبة كبيرة في هذا الموسم، كما أن هاميلتون وبوتاس سجلا أسرع الأزمان طوال الموسم، وحصل "مرسيديس" على جائزة أسرع توقف في منطقة الصيانة، ليؤكد أن من يريد منافسته في 2018 عليه أولاً التفوق على قدراته الفنية وتكتيكه المُميز.
هاميلتون أسطورة و"رينو" سيعود
دخل لويس هاميلتون التاريخ بعد تتويجه بلقب بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 بعد أداء رائع في القسم الثاني من المنافسة، عندما نجح في استعادة مستواه المُميز وإزاحة سائق فريق "فيراري" سيبستيان فيتيل من الواجهة، وإن كان فريق "فيراري" يتحمل جزءاً كبيراً من عدم مواصلة فيتيل للمنافسة بسبب طريقة إدارة المنافسة.
رفع هاميلتون، مع نهاية موسم 2017، اللقب الرابع له تاريخياً ليدخل قائمة أساطير هذه الرياضة، وهو قادر على تحقيق اللقب الخامس والسادس في السنوات القادمة في ظل عدم ظهور أي منافس قادر على الإطاحة به، باستثناء ما فعله زميله روزبرغ في "مرسيديس" في العام الماضي.
في المقابل يبدو أن فورمولا 1 تُحضر مفاجأة كبيرة لكل عشاقها في عام 2018، وذلك لأن فريق "رينو" يُحضر نفسه وبقوة للمنافسة في الموسم المقبل وأعلن تجهيزه لسيارة قوية وسريعة قادرة على المنافسة. ولن يكون مشوار "فيراري" و"مرسيديس" سهلاً نحو القمة، خصوصاً مع وجود فريق "ريد بول" المزعج إلى جانب عودة فريق "رينو" المتعطش لصناعة التاريخ.
لحظة تُغير كل شيء
أثبتت المنافسة في عام 2017 أن لحظة واحدة قادرة على تغيير كل شيء في سباقات فورمولا 1، إذ إن ما حصل في سباق سنغافورة قلب المنافسة رأساً على عقب من انفراد وسيطرة فيتيل إلى تفوق واضح للسائق البريطاني لويس هاميلتون.
وتعرض فيتيل لحادث في سباق سنغافورة ومن بعدها بدأت نتائجه بالانحدار، الأمر الذي سمح للسائق لويس هاميلتون بخطف الفوز في معظم السباقات وتقليص فارق النقاط مع سائق "فيراري" وصولاً إلى خطف الصدارة والمحافظة عليها حتى نهاية الموسم.
العمر لا ينتظر أحداً
في عام 2012 بدأ موسم فورمولا بتسعة سائقين أعمارهم تتخطى الـ 30 سنة، وكان اثنان منهم، هما (الألماني مايكل شوماخر والإسباني بيدرو لا روزا) على مقربة من الـ 40 سنة. وكان هناك أربعة سائقين فقط في سن الـ 24 سنة، وسائق واحد هو جان إريك فيرني عمره 22 سنة.
لكن العُمر لا ينتظر أي سائق في فورمولا 1، ويبدو أن هذه اللعبة ستكون للشباب في المستقبل. إذ إنه في عام 2018 وبعد اعتزال السائق البرازيلي فيليبي ماسا، انخفض عدد السائقين الذين يبلغ عمرهم فوق الـ 30 سنة إلى ستة سائقين فقط، وسيكون هناك ثمانية سائقين بأعمار 25 سنة وما تحت، وهناك خمسة سائقين تحت الـ 21 سنة ولعل أبرزهم هو سائق فريق "ريد بول" ماكس فيرستابن.
هذه هي نهاية موسم 2017 في سباقات فورمولا 1. المنافسة كانت مثيرة، منذ البداية حتى منتصف الطريق، ربما إلى حين أن أخطأ "فيراري" في حسابات المنافسة وسقط أمام منافسه القوي "هاميلتون" الذي يعرف جيداً كيفية استغلال أنصاف الأخطاء بغية الصعود إلى منصة التتويج والنتيجة تتويج رابع لهاميلتون وثنائية للفريق.