وجاء في المقال التحليلي الذي نشرته الصحيفة: "كلما انخفضت أسعار النفط، زادت حدة التصريحات وعمليات ترهيب العامة". وبعد التذكير بالهجمات التي استهدفت أخيراً منشآت نفط وناقلات في الشرق الأوسط، قالت إن حالات مهاجمة المنشآت النفطية في المنطقة أكثر تواتراً في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن الهدف من هذه الهجمات هو التصعيد العسكري.
وفي هذا الصدد، نسبت إلى خبير الصندوق القومي لأمن الطاقة الروسي، إيغور يوشكوف قوله: "كل قصص الهجوم النفطي مترابطة. فهي تهدف إلى تصعيد الوضع في الخليج، وزيادة التوتر في المنطقة. والسؤال الأهم، من يقف وراء كل هذا؟".
وأضاف يوشكوف: "لقد ألقت السنوات الخمس من انخفاض أسعار النفط بثقلها على السعوديين. فصادرات النفط توفر 90 % من عائدات التصدير، وأكثر من ثلاثة أرباع مداخيل الميزانية وحوالي نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد".
وبحسب الخبير الروسي، لا تكفي المملكة العربية السعودية قفزة مؤقتة في أسعار النفط، إنما تحتاج إلى لعب دور يحافظ على أسعار النفط مرتفعة لفترة طويلة. ويمكن أن يحدث هذا، على سبيل المثال، في حال شن عملية عسكرية شاملة ضد إيران، على حد قوله.
ثم أضاف: "هل سيتمكن السعوديون من إثارة حرب بهذه الأساليب؟ من الواضح أن الرياض لا تفكر في شن حرب على إيران وحدها. فطالما هي تعجز حتى عن إيقاف الحوثيين، فلن تتمكن من هزيمة الإيرانيين"، حسب تعبيره، مؤكداً أن "الأميركيين لا يريدون شن حرب ضد إيران".
وفي ذات الصدد، تناولت دراسة صادرة عن "معهد كارنيغي" الأميركي في بداية الشهر الجاري، استراتيجية الطاقة الروسية التي يتبناها الرئيس فلاديمير بوتين منذ توليه السلطة في روسيا. وقالت الدراسة، إن الطاقة أصبحت السلاح الرئيسي للرئيس بوتين منذ صعوده للسلطة وأنه يستخدم سلاح الطاقة لاستعادة النفوذ السياسي لموسكو في أعقاب نهاية الحرب الباردة وانهيار الإمبراطورية الشيوعية.
وذكرت الدراسة أن من أولويات هذه الاستراتيجية، الهيمنة على سوق الطاقة العالمي وبناء شراكات مع الأسواق الرئيسية المستهلكة للطاقة في العالم، في كل من الصين وأوروبا وزيادة حصة الشركات الروسية من حيازات الكشوفات والحقول في المنطقة العربية وإيران.
وقالت الدراسة، إن تحقيق هذه الاستراتيجية في المنطقة العربية يقوم على استغلال بوتين للتواجد العسكري في سورية والسيطرة على قرارات "أوبك" عبر التحالف مع السعودية.
وأشارت إلى إن سياسة الطاقة الروسية تستهدف تقوية الشراكات الاستراتيجية مع كبار منتجي النفط في منطقة الشرق الوسط وتطوير الحوار مع المستهلكين الكبار للطاقة ودول الممرات المائية المهمة مثل إيران.
وعُقد في الرياض، اليوم الاثنين، الاجتماع الأول للمجلس الاقتصادي الروسي السعودي، وترأس الاجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.