تراجعت أسعار الأسمدة في الأسواق المصرية 22%، وفسر عدد من المراقبين هذا الانخفاض بأنه نتيجة وجود كميات معروضة أكثر من حاجة السوق.
ويقول مسؤول في إحدى الشركات العاملة في تجارة الأسمدة، لـ"العربي الجديد"، إن تراجع الأسعار الحالية، يعود لعدة أسباب منها، دخول مصانع الجيش في طاقة إنتاجية جديدة كل فترة، تفوق بقية المصانع مجتمعة (يستحوذ على 55% من الإنتاج)، ما زاد من المعروض، بالإضافة إلى أن شركات الجيش تنزل بالأسعار عن السوق، ما يؤدي لترويج منتجاته وحدوث ركود في منتجات الشركات الأخرى، الأمر الذي يضطرهم للنزول بالأسعار.
ويضيف أنه من الأسباب الأخرى تراجع الكميات المصدرة من الأسمدة المصرية، نتيجة انخفاض الأسعار العالمية، وهو ما انعكس على زيادة الكميات المعروضة في السوق، مشيرا إلى أنه من العوامل الأخرى أيضًا انخفاض دخول المزارعين التي دفعت القوى الشرائية للتراجع.
وانخفضت أسعار الأسمدة في البورصات العالمية خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بمعدل 22%، إذ سجلت في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 نحو 305 دولارات للطن في مقابل 237.7 دولارا للطن حاليًا.
ويؤكد كمال محمد، مسؤول توزيع الأسمدة في إحدى الجمعيات التعاونية، وجود حالة من الركود في سوق الأسمدة، نتيجة تراجع قدرة الفلاح المادية في الإنفاق على زراعته، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج من جهة، وعدم تحصيل مردود مادي يغطي هذه التكاليف من جهة أخرى، لذلك يحاول تقليل النفقات قدر المستطاع.
ويعزو مسؤول في شركة أبوقير للأسمدة في حديث مع "العربي الجديد" انخفاض الأسعار لوجود زيادة في المعروض عن الطلب في الفترة الحالية، بسبب تراجع الصادرات، نتيجة انخفاض الأسعار العالمية وتشبّع السوق العالمية من المنتج، ما أثر على حجم الصادرات المصرية من الأسمدة، موضحًا أنه قد يكون البيع المحلي في بعض الأوقات أفضل من التصدير.
وبحسب وجهة نظر، المزارع محمد عبد الغفار، فإن الأسعار تراجعت لوجود فائض عند التجار نتيجة عدم إقبال الفلاحين على شراء الأسمدة الحرة، بسبب ضيق الحالة المادية، خاصة أن الزراعة باتت مهنة غير مربحة.
ويرى حسين عبد المعطى، نقيب الفلاحين بأسيوط أن السبب الرئيسي في تراجع أسعار السماد الحر، توزيع وزارة الزراعة الحصص الكاملة من الأسمدة على الجمعيات الزراعية لأول مرة منذ 2011، ما أدى إلى وجود نوع من التشبع لدى المزارعين.