منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الخامس شركات ألبان ومواد غذائية فلسطينية من إدخال منتجاتها إلى مدينة القدس والمدن العربية في الداخل الفلسطيني المحتل، الأمر الذي سيلحق خسائر فادحة بخمس شركات فلسطينية حسب تجار.
وفضّ جنود الاحتلال بالقوة، صباح اليوم الأحد، اعتصاما نفذته تلك الشركات التي اصطحبت عددا من الشاحنات المحملة بالبضائع المحظورة بالقرب من معبر عوفر التجاري، غربي رام الله، وسط الضفة الغربية.
ونصَت اتفاقية باريس الاقتصادية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل على السماح لمنتجات الشركات الفلسطينية التي تلتزم بالمواصفة الإسرائيلية تسويق منتجاتها في القدس وداخل إسرائيل، غير أن سلطات الاحتلال خرقت الاتفاقية عدة مرات متذرعة بأسباب فنية مرتبطة بفحص أو تغيير المواصفة المتبعة.
واعتبر مدير المبيعات في شركة حمودة لإنتاج الألبان، أمير حداد، في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن القرار الإسرائيلي سياسي ويهدف إلى ضرب الصناعة الوطنية الفلسطينية.
وهذه ليست المرة الأولى التي منعت فيها سلطات الاحتلال منتجات الألبان والمواد الغذائية الفلسطينية من دخول أسواق القدس والداخل الفلسطيني، إذ كانت إسرائيل قد أصدرت قرارا مشابها عام 2009، إلا أنها تراجعت عنه بعد ضغوط فلسطينية وأوروبية.
وتفاجأت الشركات الفلسطينية بحظر منتجاتها بعد سلسة من القرارات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية في أعقاب سلسلة من العمليات الفدائية الفلسطينية يوم الثلاثاء، من الأسبوع الماضي، وكان من بين القرارات التضييق على العمال والتجار الفلسطينيين.
اقرأ أيضاً: حكومة فلسطين تضبط 50 طناً من منتجات الاحتلال
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن "مئات الأطنان من المنتجات معرضة للإتلاف إن استمر القرار التعسفي الإسرائيلي، وذلك نظرا لكون الشركات الفلسطينية تلتزم بالمواصفة الإسرائيلية، وليست الفلسطينية في المنتجات المخصصة للقدس وإسرائيل، الأمر الذي يحول دون تسويق المنتجات المحظورة في السوق الفلسطينية".
وأضاف حداد أن: "استمرار الحظر الإسرائيلي يعني إلحاق خسائر بملايين الدولارات بالشركات الفلسطينية التي تخصص في المعدل 35% من منتجاتها لأسواق القدس، فضلا عن تعاقدها بعقود طويلة الأمد مع مزارعين فلسطينيين لتزويدها بالحليب الخام".
وأشار إلى أن "الشركات الفلسطينية ستجد نفسها مضطرة لتسريح ثلث العاملين فيها إن بقي القرار الإسرائيلي ساريا"، داعيا السلطة الفلسطينية إلى الإسراع في التحرك من أجل دفع إسرائيل للتراجع عن قرارها.
واعتبر المعتصمون أن توقيت حظر دخول المنتجات الفلسطينية يكشف عن أبعاد سياسية وليست فنية، فيما غاب عن الاعتصام أمام معبر عوفر التجاري ممثلون عن وزارتي الاقتصاد والزراعة الفلسطينيتين.
من جانبه، دعا مدير جمعية حماية المستهلك الفلسطينية، صلاح هنية، في تصريحات لـ"العربي الجديد" الجهات الرسمية الفلسطينية إلى حظر دخول منتجات الألبان والحليب الإسرائيلية إلى السوق الفلسطينية وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل.
وتابع: "شركات صناعة الألبان الإسرائيلية تستحوذ على 50-55% من السوق الفلسطينية".
اقرأ أيضاً:
مطالب دولية بمقاطعة شاملة لمنتجات إسرائيل
فلسطين تربط منتجات الاحتلال بأموال المقاصة