حذرت كل من مؤسسة النقد العربي السعودي - ساما (البنك المركزي السعودي) وهيئة السوق المالية بالمملكة المتعاملين في الأوراق المالية في السعودية، من مخاطر التعامل مع المواقع الإلكترونية المشبوهة التي تروج من خلال إعلاناتها على شبكة الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى فرص استثمارية ووعود بتحقيق مكاسب مالية وثراء سريع، مما قد يعرض العديد من المتعاملين معها إلى عمليات نصب واحتيال وخسائر مادية كبيرة، خاصة مواقع الفوركس، التي نشطت إعلاناتها بشكل مكثف في الفترة الأخيرة.
وقالت المؤسسة المالية الرقابية في بيان أصدرته اليوم الاثنين، إنه وبحكم الاختصاصات النظامية المنوطة بكلٍ من المؤسسة النقدية وهيئة سوق المال، ومن منطلق حرص الجهات الإشرافية على توعية المتعاملين وتحذيرهم من مثل تلك الأعمال والأنشطة المشبوهة، فإنهما تشددان على ضرورة توخي أقصى درجات الحيطة والحذر من الوقوع في مخاطر الاستثمار أو المساهمة أو التعامل أو التداول بأي مبالغ في أي من أنشطة وأعمال الأوراق المالية أو العملات الأجنبية مع أي شخص أو أشخاص أو مؤسسات أو شركات أو منشآت أو أي مواقع إلكترونية، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي".
وطالبت "ساما" المستثمرين بضرورة التأكد من نظامية الشركات التي سيستثمرون فيها وحصولهم على التراخيص أو الموافقات النظامية اللازمة من الجهات الإشرافية في المملكة العربية السعودية لممارسة تلك الأعمال والأنشطة.
وعلى الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة لهذا النوع من التجارة عالية المخاطر لكون 80% منها تتم عبر مواقع إنترنت غير معروفة، قدرت مصادر مصرفية لـ"العربي الجديد" خسارة السعوديين في تجارة الفوركس بأكثر من 10 مليارات دولار في السنوات الثلاث الماضية فقط، وهو ما دفع رئيس مركز سهم المالي الدكتور منير بوبشيت بالتأكيد على عدم الدخول في أسواق العملات لما تنطوي عليه من مخاطر كبيرة تتسبب بفقدان كامل رأس المال في جلسة واحدة بسبب نقص الخبرة.
وأكد أن تحرك مؤسسة النقد بالتحذير من هذه المواقع لم يكن الأول، ولكنه الأكثر وضوحاً.
وقال بوبشيت لـ "العربي الجديد": "إن عددا كبيرا من المواطنين، ينجرفون وراء الدعايات المضللة، بلا دراسة أو خبرة"، مشددا على أن التداول في أسواق العملات بالذات يحتاج إلى خبرة واسعة، ومتابعة دقيقة، ومعرفة بالإحصائيات والبيانات المؤثرة في الأسواق وحركة العملات، وتاريخ نشرها، وأغلب من يدخل هذه الأسواق لا يعرف أي شيء من هذا".
ولفت إلى أن معظم الشركات التي تروج للاستثمار عبر الأنترنت هي شركات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع، وهدفها فقط هو الاحتيال على عديمي الخبرة.