أظهرت بيانات من بنك هاليفاكس للرهون العقارية أن أسعار المنازل في بريطانيا شهدت أبطأ وتيرة لها في أكثر من ثلاث سنوات في علامة جديدة على تباطؤ سوق الإسكان عقب تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو/ حزيران.
وقال هاليفاكس التابع لمجموعة لويدز المصرفية يوم الجمعة إن الزيادة في الأسعار تباطأت إلى 5.8 بالمئة من 6.9 بالمئة في الأشهر الثلاثة التي سبقت شهر أغسطس/ آب.
وزادت الأسعار 0.1 بالمئة في سبتمبر/ أيلول مقارنة مع أغسطس/ آب في أول زيادة شهرية منذ يونيو/ حزيران.
الإسترليني يهبط
من جهة أخرى، هبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له في 31 عاما أمس الخميس بفعل مخاوف من خروج "صعب" لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتعليقات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بشأن أثر السياسة النقدية المتساهلة فيما رآه البعض هجوما مستترا على بنك إنكلترا المركزي.
وفي كلمة أمام مندوبين عن حزب المحافظين يوم الأربعاء الماضي أثارت ماي قضية الآثار الجانبية لأسعار الفائدة المتدنية للغاية وطباعة النقود.
وعلى الرغم من أن المتحدث باسمها قلل في وقت لاحق من أهمية الحديث عن أنها كانت تشير إلى تغييرات قادمة في السياسة النقدية، فإن تصريحات ماي قادت إلى التكهن بأن الحكومة تعارض المزيد من الخفض في أسعار الفائدة نظرا للتأثير السلبي لذلك على المدخرات والمعاشات.
وانخفض الجنيه الإسترليني واحدا بالمئة إلى 1.2622 دولار مع مسح أجرته رويترز ونشرت نتائجه أمس الخميس، حيث توقع مزيدا من التراجع في قيمة العملة البريطانية التي هبطت 2.5 بالمئة هذا الأسبوع متأثرة بإعلان ماي يوم الأحد الماضي بأن عملية انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي ستبدأ رسميا بنهاية مارس/ آذار.
من جهته، قال محافظ بنك إنكلترا المركزي مارك كارني إن تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بشأن تداعيات سياسة أسعار الفائدة المتدنية للغاية التي يتبناها البنك ليست هجوماً على استقلالية البنك المركزي.
وردا على سؤال خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي عما إذا كانت تعليقات ماي لها بعض الآثار الجانبية السيئة، رد كارني بالنفي.
تراجع الأسهم الأوروبية
إلى ذلك، تراجعت أسواق الأسهم الأوروبية في مستهل التعاملات اليوم الجمعة وكانت شركتا إدينريد وإيزي جيت من بين الأسهم الأضعف أداء وإن كان مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني قد وجد دعما في هبوط جديد للجنيه الإسترليني
وانخفض مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.6 بالمئة. ونزل المؤشر نحو سبعة بالمئة منذ بداية 2016.
وهبط سهم إدينريد 3.4 بالمئة بعدما خفض يو.بي.إس تصنيفه للسهم إلى "محايد" من توصية بالشراء بينما نزل سهم إيزي جيت للطيران 3.9 بالمئة بعد خفض تصنيف السهم عقب تحذير من الشركة بشأن الأرباح في السادس من أكتوبر تشرين الأول.
لكن مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني سجل أداء أفضل من بقية الأسواق بارتفاعه 0.4 بالمئة مع هبوط الإسترليني الذي اعتبر داعما للشركات العالمية المدرجة على المؤشر والتي تستفيد غالبا من تراجع الجنيه الذي يدعم شركات التصدير.
وصعد المؤشر البريطاني نحو اثنين بالمئة منذ بداية الأسبوع بعد هبوطه في الأسبوع الماضي.
وزاد مؤشر فايننشال تايمز 250 لأسهم الشركات المتوسطة - والذي تهيمن عليه الشركات الأكثر تركيزا على السوق المحلية - بنسبة 0.1 بالمئة.
وتلقت سوق الأسهم البريطانية بشكل عام دعما بعدما هبط الإسترليني إلى مستوى جديد هو الأدنى في 31 عاما قبل أن يعوض بعض الخسائر ويقول بعض المتعاملين إن العملة البريطانية ما زالت عرضة لهبوط جديد بسبب المخاوف من خروج "صعب" لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.