"اشتر منتج بلدك بتشغِّل ولدك".. هو الشعار، الذي انطلقت تحته فعاليات معرض المنتوجات الوطنية الفلسطينية السادس، والذي نظمه الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية غرب مدينة غزة بالتعاون مع كلية التجارة في الجامعة الإسلامية، والتي أقيم المعرض على أرضها.
المعرض شاركت فيه عشرات الشركات الوطنية الفلسطينية، والتي عرضت منتوجاتها الصناعية، والغذائية، والفنية، إلى جانب منتوجات الزينة وكماليات البيوت، والتي تشارك في صنعها عشرات آلاف الأيدي العاملة الفلسطينية، في ظل الارتفاع غير المسبوق في معدلات البطالة.
مدخل المعرض شمل مختلف أنواع المأكولات، والزيوت، والتوابل والبهارات، والمخللات، والتمور، والطحينية، والزعتر، والمرمية والفواكه المجففة، التي أنتجتها شركة أبو حميد للتجارة والصناعة، وكانت قد تأسست سنة 1963، وتطمح إلى تصدير منتوجاتها للأسواق العربية والأوروبية.
ويوضح المدير التنفيذي للشركة، مدين أبو حميد، أن هدف المشاركة في المعرض هو توعية المواطن الفلسطيني حول جودة وأهمية المنتج الوطني في دعم الاقتصاد الفلسطيني، والتخفيف من حدة البطالة عبر استقطاب الأيدي العاملة، مبيناً أن الشركة تراعي معايير الجودة، حتى تتمكن من المنافسة.
الأجبان والألبان بأنواعها جاورت المشروبات الغازية والعصائر الطبيعية المنتجة محلياً في المعرض، إلى جانب أصناف المرتديلا، والمعلبات، والبسكويت، والشوكولاتة، والمرطبات والبوظة، وأصناف العَسل الطبيعي، والمعجنات المخصصة لمرضى السكري ومرض السيلياك.
كذلك، احتوى المعرض على عدد من الصناعات المخصصة لتشطيب البيوت، والأدوات الصحية، ومنتوجات الألمنيوم والبلاستيك، إلى جانب أجهزة الإنارة الآمنة المخصصة للتشغيل خلال فترات انقطاع التيار الكهربائي، وألواح الطاقة الشمسية، وزوايا أخرى للملابس والمطرزات والتحف الفنية والنقش على الخشب والهدايا.
ويقول المهندس، تامر خروف، لـ"العربي الجديد"، إن شركته متخصصة في صنع مواد التشطيب الخارجي للمنازل مثل المرمرينا، والقصارة الإيطالية، والفسيفساء، وإن الشركة تُشغِّل حوالى 200 من الأيدي العاملة والمهندسين والمشرفين، مبيناً أن الإنتاج المحلي يحاول التغلب على أزمة البطالة عبر تشغيل الأيدي العاملة قدر المستطاع، وأن انتشار ثقافة شراء المنتج المحلي، تساهم في تعزيزه، وزيادة قدرته على استيعاب أيد عاملة جديدة.
ويوافقه في الرأي مندوب مجموعة الأي إخوان للصناعات الغذائية والتجارة العامة، والتي تضم 120 من الأيدي العاملة، إلى جانب 50 من الأيدي العاملة، التي توقفت نتيجة عدم زرع محصول البطاطا المستخدم في صناعة رقائق الشيبس، وذلك تأثراً بالحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي الذي استهدف ممتلكات وثلاجات الشركة.
من ناحيتها؛ توضح روان عبد اللطيف، من قسم البحث والتطوير في شركة السكسك لصناعة الأدوات الصحية، أن الشركة التي تضم حوالى 350 من الأيدي العاملة أصبحت قادرة على المنافسة على مختلف المستويات، بعد وصولها إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من المنتوجات الصحية، التي كانت تستورد بشكل كامل من الخارج.
وتبين لـ"العربي الجديد" أن المنتوجات الوطنية تساهم في التخفيف من آثار أزمة البطالة والخريجين، في حال زيادة الإقبال على المنتج الوطني، مبينة أن معارض المنتوجات المحلية تساعد على تعريف المواطنين بالمنتج الوطني المُصَنَّع محلياً، والقادر على المنافسة، وكسب ثقة المستهلك.
ويقول المهندس، مؤمن زمو، مدير مركز تحديث الصناعة في الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، لـ"العربي الجديد"، إن المعرض يقام سنوياً بهدف تعريف الناس بالمنتج الوطني، موضحاً أن تشجيع المنتج والترويج له يساعد على انتشاره، وزيادة قدرته على استقطاب المزيد من الأيدي العاملة.