أعلنت "منظمة الدول المصدرة للبترول" (أوبك)، اليوم الثلاثاء، أن الطلب على نفطها سيرتفع عما كان متوقعا هذا العام مع تباطؤ نمو المعروض من منافسين مثل منتجي "الصخري" الأميركي، فيما قال مسؤول تنفيذي كبير إن شركة "أرامكو" السعودية تسعى لتعزيز إمداداتها إلى أوروبا 300 ألف برميل يوميا خلال عامين.
أوبك أشارت إلى سوق أشد شحا إذا امتنعت المنظمة عن زيادة الإنتاج، لكنها قالت في تقريرها الشهري إن إنتاجها انخفض قليلا في إبريل/ نيسان، إذ زادت العقوبات الأميركية على إيران من تأثير اتفاق خفض المعروض الذي تقوده أوبك.
وعمّقت فواقد إمدادات إيران وفنزويلا، الخاضعتين لعقوبات أميركية، أثر اتفاق الحد من الإنتاج، فيما من المقرر أن تعقد مجموعة "أوبك+" اجتماعا الشهر القادم للنظر في الإبقاء على الاتفاق لما بعد يونيو/ حزيران.
وقلصت أوبك تقديرها لنمو المعروض النفطي من خارجها في 2019، وقالت إن الزيادة السريعة في إنتاج النفط الصخري الأميركي بدأت تتباطأ.
ارتفاع نمو واردات كوريا من إيران
إلى ذلك، أظهرت بيانات أولية من هيئة الجمارك الكورية أن كوريا الجنوبية استوردت 1.5 مليون طن من النفط الخام من إيران في إبريل/ نيسان، بارتفاع 17% عن وارداتها قبل عام. ويعادل هذا 10.6 ملايين برميل وفقا لحسابات رويترز.
وأشارت البيانات أيضا إلى أن كوريا الجنوبية، خامس أكبر مشتر للخام في العالم، استوردت 12.8 مليون طن من النفط الخام إجمالا الشهر الماضي، مقارنة مع 11.6 مليون طن قبل سنة.
"أرامكو" تراهن على السوق الأوروبية
وقال مسؤول تنفيذي كبير إن "أرامكو" تهدف إلى تعزيز إمداداتها النفطية إلى أوروبا بمقدار 300 ألف برميل يوميا في غضون العامين القادمين في الوقت الذي توسع فيه عملياتها التجارية هناك من خلال فتح مكتب هذا الصيف في لندن.
وتوسع أرامكو، أكبر منتج للنفط في العالم، رقعة أنشطتها للمصب، أو التكرير والتسويق، في أنحاء العالم عبر توقيع اتفاقات جديدة وتعزيز الطاقة الإنتاجية لوحداتها لضمان أسواق جديدة لخامها.
وتركز الذراع التجارية للشركة على ترتيبات جديدة تتعلق بالمعالجة لإمداد الأسواق الأوروبية بكل من النفط الخام والمنتجات النفطية.
وقال النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق لدى أرامكو، عبدالعزيز القديمي، لرويترز إن الشركة تتطلع لوضع اللمسات النهائية على صفقات في العامين القادمين لمبادلة الخام السعودي بالأساس بالمنتجات النفطية لإمداد العملاء في أوروبا والبحر المتوسط.
وقال القديمي بالهاتف "سأراهن على أوروبا... نعتقد أن أوروبا سوق سنبقى فيها لفترة طويلة. الفكرة برمتها هي أن نورد الخام، ونشتري المنتجات المكررة لإمداد أسواق مثل إيطاليا والبلقان فضلا عن قبرص... في أوروبا، أن يكون لك منفذ شبه مكرس واتفاق معالجة هو بالفعل استراتيجية الفوز السليمة".
وقال إن لدى أرامكو حاليا اتفاقات لتوريد النفط ومبادلة المنتجات تتجاوز 3 ملايين برميل يوميا في أوروبا. وللشركة اتفاقات مع بي.كيه.إن أورلن البولندية وموتور أويل هيلاس اليونانية وميدور المصرية.
وقال القديمي: "نتطلع لزيادة الثلاثة ملايين برميل إلى حوالي عشرة ملايين برميل في الشهر، خلال العامين المقبلين. يعني هذا أننا خلقنا تقريبا طاقة تكرير تبلغ 300 ألف برميل يوميا في أوروبا".
وتستثمر الشركة في طاقة التخزين التي لديها في مصر وميناء روتردام الهولندي. وقال إن حوالي 60% من طاقة تخزين خط الأنابيب سوميد في مصر هي للنفط السعودي، وتستخدمه أرامكو للوصول إلى عملائها في أوروبا، موضحا أن محطة روتردام تحوي الآن 6 ملايين برميل من النفط.
وقال القديمي إن أرامكو ستواصل الاستثمار في اليونان. والأولوية لإمداد شركات التكرير بالخام السعودي للاستئثار بكامل طاقتها، لكن يمكن أيضا توريد خامات غير سعودية من خلال الشحنات الفورية.