من مقر إقامتها في بروكسل بالقرب من مكتبها في المقر الرئيسي للمفوضية الأوروبية، تنسق المفوضة الأوروبية الألمانية أورسولا فون ديرلاين، عمليات الإنقاذ الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي، في ظل ظروف صعبة فرضها الحجر الصحي والعمل عن بعد.
"مع أنجيلا ميركل وأورسولا فون ديرلاين، وأنا ستتغير الأمور"، هذا ما قالته الفرنسية كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، خلال فاعليات منتدى دافوس في يناير/ كانون الثاني الماضي.
بين النساء الثلاث اللواتي يقدن سفينة إنقاذ أوروبا في ظل انتشار فيروس كورونا، نوع من التفاهم الذي يخدم في نظر المراقبين خطط نقل أوروبا من الانكماش إلى النمو. غير أن الروابط التي ترقى إلى مستوى الصداقة تسهل مهمة المفوضة الأوروبية، التي وجدت نفسها أمام أصعب أزمة يواجهها العالم، بعد توليها رئاسة المفوضية في ديسمبر / كانون الأول الماضي، هي التي تعرف بنزعتها الأوروبية الراسخة.
اقــرأ أيضاً
ساهمت أورسولا فون ديرلاين، في الجهود من أجل مواجهة تداعيات كورونا في المنطقة، بل إن ما حدث في الأشهر الأخيرة، دفع بعضهم إلى استحضار الحلم الفيدرالي، مع مشروع " الاتحاد الأوروبي للجيل المقبل"، خاصة أن المفوضية الأوروبية وضعت مشروعا لضخ 750 مليار يورو من أجل إعادة بناء الاقتصاديات بعد كورونا، يفترض أن يوزع ذلك المبلغ بين 500 مليار يورو على شكل مساعدات و250 مليار يورو على شكل قروض.
لا يغيب عن المراقبين أن هذا المشروع، الذي تدعمه إنجيلا ميركل وكريستين لاغارد، يكتسي طابعا يساريا رغم الخلفية اليمينية للسيدتين. وهو مشروع سيكون موضوع قمة أوروبية في منتصف يوليو/ تموز المقبل من أجل المصادقة عليه، بعد اجتماع يوم التاسع عشر من يونيو/ حزيران، لم يفض إلى الوصول إلى اتفاق.
غير أنه سيكون على المفوضة الأوروبية، معتمدة على دعم المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إقناع بلدان وازنة في الاتحاد الأوروبي، ممثلة في الدنمارك والنمسا وهولندا والسويد، وهي بلدان يصفها الإعلام في الفترة الأخيرة بـ "نادي البخلاء" لرفضها مساعدة بلدان الجنوب الأوروبي، حيث ترى أنه يفترض تطهير وضعها المالي بالتقشف وليس بالمساعدات.
اقــرأ أيضاً
تولت أمر السلطة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، غير أن الستة أشهر الماضية، لم تكن فيها فسحة لالتقاط الأنفاس بالنسبة لأول سيدة تتولى أمر المفوضية الأوروبية في تاريخ الاتحاد الأوروبي، هي التي تعرضت لانتقادات شديدة من البرلمان الأوروبي عند تشكيل فريقها. كما أن المفوضية الأوروبية، ارتكبت أخطاء في الأسابيع الأولى من انتشار الجائحة، بالنظر لأن السياسات الصحية تنفرد بها الدول، حيث يؤخذ عليها التأخر في التدخل من أجل مساعدة إيطاليا التي واجهت وضعية حرجة.
أدركت فون ديرلاين ذلك، واعتذرت للشعب الإيطالي باسم أوروبا، قبل أن تبادر إلى اتخاذ قرار يتمثل في إعفاء الدول من الامتثال لقاعدة حصر عجز الموازنة في حدود 3 في المائة، كما عمدت إلى تليين مقتضيات الدعم التي تتيح للدول تقديم مساعدات للشركات، كما وضعت خطة بهدف تمويل البطالة الجزئية.
مسار تلك السيدة ذات الابتسامة الساحرة، التي عينها رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، على رأس المفوضية الأوروبية، استثنائي، فهذه الأم لسبعة أبناء، التي تحظى بثقة المستشارة إنجيلا ميركل، تولت مسؤوليات وازنة في الحكومات الألمانية على مدى خمسة عشر عاما.
اقــرأ أيضاً
خلف الابتسامة التي لا تفارق محياها، تختفي سيدة صارمة، فقد كانت أكثر تشددا من المستشارة ميركل مع اليونان، حين فرضت عليها إيداع الذهب الذي تملكه من أجل الحصول على مساعدة مالية من الأوروبيين. صرامتها تجلت عندما كانت وزيرة للدفاع منذ 2013، إذ واجهت ذوي النزعات العنصرية. وهي ستحتاج كثيرا تلك الابتسامة الديبلوماسية والصرامة من أجل تمرير مشروع الإقلاع الاقتصادي عبر تليين مواقف "البخلاء" من أعضاء الاتحاد الأوروبي.
بين النساء الثلاث اللواتي يقدن سفينة إنقاذ أوروبا في ظل انتشار فيروس كورونا، نوع من التفاهم الذي يخدم في نظر المراقبين خطط نقل أوروبا من الانكماش إلى النمو. غير أن الروابط التي ترقى إلى مستوى الصداقة تسهل مهمة المفوضة الأوروبية، التي وجدت نفسها أمام أصعب أزمة يواجهها العالم، بعد توليها رئاسة المفوضية في ديسمبر / كانون الأول الماضي، هي التي تعرف بنزعتها الأوروبية الراسخة.
ساهمت أورسولا فون ديرلاين، في الجهود من أجل مواجهة تداعيات كورونا في المنطقة، بل إن ما حدث في الأشهر الأخيرة، دفع بعضهم إلى استحضار الحلم الفيدرالي، مع مشروع " الاتحاد الأوروبي للجيل المقبل"، خاصة أن المفوضية الأوروبية وضعت مشروعا لضخ 750 مليار يورو من أجل إعادة بناء الاقتصاديات بعد كورونا، يفترض أن يوزع ذلك المبلغ بين 500 مليار يورو على شكل مساعدات و250 مليار يورو على شكل قروض.
لا يغيب عن المراقبين أن هذا المشروع، الذي تدعمه إنجيلا ميركل وكريستين لاغارد، يكتسي طابعا يساريا رغم الخلفية اليمينية للسيدتين. وهو مشروع سيكون موضوع قمة أوروبية في منتصف يوليو/ تموز المقبل من أجل المصادقة عليه، بعد اجتماع يوم التاسع عشر من يونيو/ حزيران، لم يفض إلى الوصول إلى اتفاق.
غير أنه سيكون على المفوضة الأوروبية، معتمدة على دعم المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إقناع بلدان وازنة في الاتحاد الأوروبي، ممثلة في الدنمارك والنمسا وهولندا والسويد، وهي بلدان يصفها الإعلام في الفترة الأخيرة بـ "نادي البخلاء" لرفضها مساعدة بلدان الجنوب الأوروبي، حيث ترى أنه يفترض تطهير وضعها المالي بالتقشف وليس بالمساعدات.
تولت أمر السلطة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، غير أن الستة أشهر الماضية، لم تكن فيها فسحة لالتقاط الأنفاس بالنسبة لأول سيدة تتولى أمر المفوضية الأوروبية في تاريخ الاتحاد الأوروبي، هي التي تعرضت لانتقادات شديدة من البرلمان الأوروبي عند تشكيل فريقها. كما أن المفوضية الأوروبية، ارتكبت أخطاء في الأسابيع الأولى من انتشار الجائحة، بالنظر لأن السياسات الصحية تنفرد بها الدول، حيث يؤخذ عليها التأخر في التدخل من أجل مساعدة إيطاليا التي واجهت وضعية حرجة.
أدركت فون ديرلاين ذلك، واعتذرت للشعب الإيطالي باسم أوروبا، قبل أن تبادر إلى اتخاذ قرار يتمثل في إعفاء الدول من الامتثال لقاعدة حصر عجز الموازنة في حدود 3 في المائة، كما عمدت إلى تليين مقتضيات الدعم التي تتيح للدول تقديم مساعدات للشركات، كما وضعت خطة بهدف تمويل البطالة الجزئية.
مسار تلك السيدة ذات الابتسامة الساحرة، التي عينها رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، على رأس المفوضية الأوروبية، استثنائي، فهذه الأم لسبعة أبناء، التي تحظى بثقة المستشارة إنجيلا ميركل، تولت مسؤوليات وازنة في الحكومات الألمانية على مدى خمسة عشر عاما.
خلف الابتسامة التي لا تفارق محياها، تختفي سيدة صارمة، فقد كانت أكثر تشددا من المستشارة ميركل مع اليونان، حين فرضت عليها إيداع الذهب الذي تملكه من أجل الحصول على مساعدة مالية من الأوروبيين. صرامتها تجلت عندما كانت وزيرة للدفاع منذ 2013، إذ واجهت ذوي النزعات العنصرية. وهي ستحتاج كثيرا تلك الابتسامة الديبلوماسية والصرامة من أجل تمرير مشروع الإقلاع الاقتصادي عبر تليين مواقف "البخلاء" من أعضاء الاتحاد الأوروبي.