يودع الاقتصاد اللبناني عام 2018، محملا بأعباء متعددة القطاعات، وسط مطالبات بسرعة تشكيل الحكومة، لإنقاذ البلاد من براثن الركود التضخمي، وإفساح المجال أمام استعادة الثقة للمناخ الاقتصادي.
ومنذ عدة شهور، تفشل المؤسسة السياسية في لبنان، بتشكيل حكومة، الأمر الذي دفع إلى تذبذب مؤشرات الاقتصاد المحلي، وضعف ثقة المستثمرين به.
ويعيش اقتصاد لبنان حالة تشبه الركود التضخمي، الناتج من الأوضاع السياسية التي تضرب ثقة المستثمرين والمستهلكين، "لكن الاقتصاد يسجل معدل نمو 1%"، بحسب الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة.
واستبعد عجاقة حدوث انهيار في الاقتصاد اللبناني، في ضوء أن القطاع المصرفي يحوي 234 مليار دولار، كفيلة بتمويل احتياجات البلاد المالية والنقدية.
واعتبر أن الترويج بقرب حدوث الانهيار أو الإفلاس، يأتي "من منطلق عدم المعرفة أو من منطلق الحملات التضليلية التي تخدم أهدافا سياسية، في ظل الصعوبات التي تواجه تشكيل الحكومة".
ويرى أن تشكيل الحكومة أمر أكثر من ضروري لتنفيذ الإصلاحات التي يتطلبها مؤتمر (سيدر1) كشرط لإقراض الدوّلة اللبنانية".
واستضافت العاصمة الفرنسية في أبريل/ نيسان 2018، مؤتمر "سيدر 1"، الذي حصلت بيروت بموجبه على تعهدات بقروض 10.2 مليارات دولار، وهبات بقيمة 860 مليونا.
وشارك في المؤتمر 50 دولة ومؤسسة مالية عالمية، أكدت في مؤتمر ختامي مشترك دعم اقتصاد لبنان واستقراره السياسي.
عجاقة، اعتبر أن بلده بحاجة اليوم إلى إعادة بنيته التحتية، وخلق فرص عمل وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية في المالية العامة.
وعن رؤيته للوضع الاقتصادي خلال 2019 وإمكانية إيجاد حلول مستقبلية، يقول: من الأكيد وفي ظل استمرار تعثّر تشكيل الحكومة، لا توجد أية حلول في الأفق.
ولم يتمكن لبنان من تشكيل الحكومة، بعد أكثر من 7 أشهر من الخلافات السياسية بشأن حقائب وزارية.
ومنتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اتّهم رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، "حزب الله"، بـ"تعطيل" تشكيل الحكومة الجديدة، مشددا على رفضه خرق اتفاق الطائف.
وقالت "فيتش" في بيان، إن تعديل النظرة المستقبلية، يعكس مزيدا من التدهور في عجز الموازنة الحكومية وديناميكيات الدين، وانخفاض نمو الودائع، وزيادة الاعتماد على التدابير غير التقليدية من البنك المركزي.
وتوقعت فيتش ارتفاع عجز الموازنة اللبنانية إلى 10.6% من الناتج المحلي الإجمالي في 2018، مقابل 8.2% بين أعوام 2012 – 2017.
الخبيرة الاقتصادية فيوليت البلعة (لبنانية)، تقول، إن اقتصاد بلادها "لم يكن على قدر الآمال التي كانت تترقب انتعاشا ولو خجولا" خلال 2018.
وأضافت "البلعة" أن الاقتصاد اللبناني أضحى أسيرا للترقب خلال 2018، وللتطورات، فيما يتعلق بتشكيل الحكومة بعد الانتخابات النيابية.
وأشارت إلى ارتفاع نسبة الفقر لتبلغ 30%، وتراجع نشاط القطاع العقاري بنسبة 17%، ومساحات البناء المرخصة بنسبة 23%، وانخفاض نسبة الإشغال الفندقي 66%.
وفيما أكدت البلعة أن "لبنان يمرّ بوقت عصيب، نتيجة الأداء السياسي داخليا الذي يشهد تشنجات مرتبطة بالاضطراب في الإقليم المجاور"، لكن مقولة الإفلاس الوشيك "ليست في محلها".
وأكدت أنه "رغم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان إلا أنه ما زال بعيدا عن "الإفلاس" مع حرص الطبقة السياسية على إنقاذ الوضع".
"تبدأ الحلحلة من ولادة حكومة توافق وطني، تعمل جديا وفورا على تطبيق الإصلاحات التي أوصى بها (سيدر1) ومن قبله مؤتمرات باريس الثلاثة، بغية معالجة الاختلالات الاقتصادية والمالية"، بحسب الخبيرة الاقتصادية.
(الأناضول)