قال مصدران مطلعان إن الإمارات العربية المتحدة ستستورد أول شحنة مكثفات من الولايات المتحدة، وذلك في محاولة منها لإيجاد بدائل لواردات المكثفات القطرية بعد الأزمة الخليجية، الناتجة عن قطع (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر) علاقاتها الدبلوماسية وفرض حصار بري وبحري وجوي على قطر.
وأكد المصدران اليوم الأربعاء أن شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" اشترت شحنة مكثفات أميركية عبر مناقصة، على أن تصل في سبتمبر/أيلول.
وقال أحد المصدرين إن حجم الشحنة غير معروف، كما أن تكلفة الشراء غير معروفة أيضا خاصة مع طول المسافة التي تقطعها الشاحنة من السواحل الأميركية لأبوظبي، وأكتفى المصدر بالقول إن الشحنة ستصل في ناقلة عملاقة يمكن أن تحمل ما يصل إلى مليوني برميل. ولم تعلق أدنوك بعد على الأمر.
وكانت مصادر تجارية قد أكدت يوم 10 يوليو الجاري إن أدنوك طرحت مناقصة نادرة لشراء المكثفات تسليم سبتمبر/أيلول إثر الأزمة مع قطر، وأن الشركة أعدت قائمة قصيرة تضم مناشئ من بينها المكثفات الأسترالية والأميركية ومكثفات تيمور الشرقية، كما طلبت أدنوك بين 500 و700 ألف برميل من المكثفات تسليم سبتمبر/ أيلول فى الرويس بأبوظبى
وأوقفت الإمارات واردات المكثفات من قطر بسبب الأزمة الخليجية وقطع خطوط النقل مع الدوحة، الا أنها تراجعت عن موقفها وعاودت الاستيراد مرة أخرى عقب تهديد شركة قطر للبترول شركة أدنوك الإماراتية باللجوء للتحكيم الدولي في حال إخلال أبوظبي بالاتفاقات الموقعة لاستيراد شحنتين من المكثفات القطرية التي تم الاتفاق عليهما في وقت سابق.
وذكرت نشرة إنيرجي إنتليجنس المتخصصة في شؤون الطاقة أن الشركة الإمارتية أجرت ترتيبات للتعامل مع الشحنتين القطريتين، وأنها أبلغت قطر للبترول بذلك.
وبحسب خبراء، فإن ما فرضته دول الحصار على قطر، بدأ يؤثر بطريقة سلبية على هذه الدول، إذ إن شحن المكثفات المستوردة من قبل الولايات المتحدة، ستكون له انعكاسات سلبية، على اقتصاد أبوظبي، إذ إن تكلفة الاستيراد من أميركا مرتفعة جداً، مقارنة مع استيراد المكثفات من قطر، كما أن المكثفات القطرية تتميز بالجودة العالية والسعر المميز.
وقالت مصادر تجارية إن أدنوك لديها خيارات محدودة في استيراد بدائل المكثفات، إذ أدى الطلب القوي على النفط الخفيف جدا في كوريا الجنوبية وإندونيسيا إلى قلة الإمدادات في آسيا.
وأجبر ذلك شركة النفط الحكومية على البحث عن إمدادات من مناطق أخرى من بينها مكثفات الولايات المتحدة.
وقالت مصادر تجارية في وقت سابق إن أدنوك كانت تستورد ما بين مليون و1.5 مليون برميل من المكثفات القطرية شهريا في إطار اتفاق مع شركة قطر للبترول.
والمكثفات منتج ثانوي لإنتاج الغاز الطبيعي والنفط ويعالج في وحدات التكرير لإنتاج النفتا بشكل أساسي وهي مادة بتروكيماوية خام.
وأشارت مصادر تجارية إلى أن أدنوك اشترت مكثفات من السعودية لتحل محل الواردات القطرية، غير أن حجم إنتاج هذا النفط البديل صغير ويستهلك محليا عادة.
(العربي الجديد، رويترز)