وقالت بوينغ إنه لم يعد من المؤكد أيضاً استكمال طلبات الشراء على 101 طائرة أخرى، مشيرة إلى إسقاطها من قائمة العمل، التي انخفضت إلى أقل من 5 آلاف طائرة في ظل إلغاء الطلبيات.
وسلم عملاق صناعة الطائرات الأميركية ست طائرات فقط في إبريل، ليصل إجمالي التسليم للعام الجاري 2020 إلى 56 طائرة، وفق ما نقلت وكالة أسوشيتدبرس في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.
وتعاني بوينغ من تداعيات جائحة فيروس كورونا، إذ شكّل الوباء ضربة لقطاع النقل الجوي جراء القيود على السفر وإجراءات العزل التي فرضت لمنع تفشيه، ما أدى إلى توقف الطلب على الطائرات منذ بداية العام.
وأوقفت شركات الطيران 16 ألف طائرة، بما يقرب من ثلثي أسطول العالم، وأجلت تسليم طائرات اتفقت على شرائها قبل تفشي الجائحة.
وتراجعت حركة الطيران في الولايات المتحدة بما يزيد على 90% مقارنة بالعام الماضي، ومنيت حركة الطيران على الصعيد العالمي بتراجع مماثل.
ورجّح ديفيد كالهون، المدير التنفيذي لبوينغ، في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية، أمس، إفلاس شركة طيران أميركية كبرى قريباً، قائلا: "نعرف أن شيئا ما سيحدث في سبتمبر/أيلول. لن تعود مستويات حركة الطيران إلى نسبة 100% ولا حتى 25%".
ولم تقتصر التداعيات على إلغاء طلبيات شراء الطائرات وإنما طاولت استئجارها أيضا، فقد ألغى قسم استئجار الطائرات التابع لشركة "جنرال إلكتريك" طلبات استئجار 69 طائرة من طراز بوينغ ماكس، كما ألغى بنك التنمية الصيني طلب 29 طائرة.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت منتصف إبريل الماضي، أنها توصلت إلى اتّفاق مبدئي مع شركات الطيران، حول خطة إنقاذ تجنّبها الإفلاس أو تسريح موظفين في قطاع يعمل فيه مباشرة أكثر من 750 ألف شخص.
ووافق الكونغرس في مارس/آذار الماضي على خطة ماليّة ضخمة بقيمة 2.2 تريليون دولار لإنقاذ الاقتصاد، تتضمن 25 مليار دولار لإعانة شركات الطيران على الاستمرار في دفع رواتب موظفيها لغاية 30 سبتمبر/أيلول المقبل.
لكن هذه الخطوة لم تمنع المستثمرين من التخلص من حصصهم في شركات الطيران، فقد قال الملياردير الأميركي وارن بافيت، في وقت سابق من مايو/أيار الجاري، إن مؤسسة بيركشاير هاثاواي، التي يرأسها باعت حصصها بالكامل في أكبر أربع شركات طيران أميركية، بعد أن تضررت أسهم هذه الشركات بشدة بسبب انهيار الطلب على السفر في الولايات المتحدة وسط جائحة كورونا.
وحتى نهاية 2019 كانت مؤسسة بيركشاير هاثاواي تملك حصصاً كبيرة في شركات الطيران، بما في ذلك حصة 11% في دلتا إيرلاينز و10% في أميركان إيرلاينز ونحو 10% في ساوث ويست إيرلاينز و9% في يونايتد إيرلاينز، وذلك حسبما جاء في تقريرها السنوي وتقارير الإفصاح الخاصة بها.
وألغت شركات الطيران الأميركية مئات آلاف الرحلات، بعدما انخفض الطلب على السفر في الولايات المتحدة بنحو 95%، ولا يوجد جدول زمني واضح لعودة الرحلات إلى مستويات ما قبل الأزمة.
وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في منتصف الشهر الماضي، أن تتراجع عائدات شركات طيران الركاب في 2020 بنسبة 55%، أي ما يعادل 314 مليار دولار، بسبب جائحة كورونا.
وفي الشهر الماضي سحبت بوينغ، التي ستعلن نتائجها المالية للأشهر الثلاثة الأولى من العام، اليوم الأربعاء، خطاً ائتمانياً بكامله بلغ 13.8 مليار دولار.
وبلغت تسليمات الشركة في الربع الأول ثلث المستوى الذي سجلته في الفترة نفسها من العام الماضي، والذي بلغ 149 طائرة، وهو أدنى مستوى للربع الأول منذ عام 1984.
وقالت مصادر في الشركة، في وقت سابق من مايو/أيار الجاري، إنه سيتم تقليص عدد الموظفين العاملين في وحدة الطيران المدني بنسبة 10 في المائة، للحد من التكاليف.
وفتحت شركة أفيانكا القابضة، ثاني أكبر شركة طيران في أميركا اللاتينية، باب إشهار الإفلاس، يوم الأحد الماضي، لتعد أول شركة عالمية تطوي تاريخاً طويلاً من التحليق استمر نحو 100 عام.