تعرف على تفاصيل مشروع "المدينة الجديدة" في الأردن

أنهت الحكومة الأردنية، مساء الأحد، أسابيع من الجدل، بالكشف عن تفاصيل المدينة الجديدة التي تعتزم إنشاءها. وأطلقت الحكومة بشكل رسمي "مشروع المدينة الجديدة"، الذي صنفته، أحد أهم المشاريع الريادية الحيوية الاستراتيجية الوطنية، وأحد أهم الخطوات المستقبليّة الرامية إلى تقديم نوعيّة حياة أفضل للمواطنين.

وأحاط مشروع المدينة التي أعلن عنها قبل نحو الشهر دون إفصاح عن تفاصيل، الكثير من الشكوك، وسرعان ما تحول إلى مادة للتندر على مواقع التواصل الاجتماعي، نتيجة لتضارب تصريحات المسؤولين حوله.

وحسب الإعلان الحكومي "يهدف المشروع إلى استيعاب جزء من التوسُّع الحضري المتسارع للعاصمة عمّان ومدينة الزرقاء وغيرها، وتوفير البدائل المناسبة للمواطنين من حيث نوعيّة أفضل من السكن والمعيشة بأسعار معقولة".

وتعتبر العاصمة عمّان والزرقاء شرقي العاصمة، مركز الثقل السكاني للمواطنين، حيث يقطنها نحو نصف سكان الأردن البالغ عددهم وفق أحدث الإحصائيات قرابة 10 ملايين نسمة.

ويهدف المشروع  إلى "إنشاء وتطوير مدينة مستدامة ذكية وجديدة تحوي جميع خدمات البنية التحتيّة، وتقوم على أساس التخطيط طويل الأمد، برؤية تتمحور حول فتح آفاق تنمويّة جديدة للمستقبل".

بالإضافة إلى "توفير فرص استثمارية محليّة وإقليميّة وعالميّة من خلال تعزيز الشراكات بين الشركات المحليّة والدوليّة، وتطوير أدوات التمويل، الأمر الذي من شأنه أن يحفِّز النموّ الاقتصادي ويسهم في تنمية المناطق النائية، وتطوير البنية التحتيّة للمنطقة، وتوفير فرص العمل للمواطنين في مختلف التخصّصات".

وأعلنت الحكومة أن تمويل المشروع بالكامل وتنفيذه سيتم بالشراكة ما بين القطاعين العام والخاص، حيث سيكون هناك مطوّرون من القطاع الخاص لتأهيل الموقع والبنية التحتيّة التي سيقام عليها المشروع، وذلك بموجب مجموعة من الاتفاقيات على أساس نظام البناء والتشغيل ونقل الملكية.

وسيُنفَّذ المشروع عبر خمس مراحل، حيث تقوم الحكومة في هذه المرحلة بإعداد الدراسات من حيث التخطيط الاستراتيجي والمخطّطات الحضريّة اللازمة، وطرح عطاءات التنفيذ للمشاريع التي ستنبثق عن المرحلة الأولى من هذا المشروع الوطنيّ، والمتوقّع أن تكون منتصف العام المقبل، ليتمّ بعدها البدء بالترويج للفرص الاستثمارية المتاحة ضمن المشروع.

كما ستطرح المراحل المختلفة للمشروع، سواءً المتعلّقة بالبنية التحتيّة أو المباني والمرافق العامّة، من خلال عطاءات تمويل دوليّة وتنفيذ بمشاركة محليّة ودوليّة من خلال إجراءات وعطاءات شفّافة لضمان النزاهة والتنفيذ الجيّد وفق جداول زمنيّة محدّدة.

وحسب الإعلان الحكومي، تقدّر مساحة المرحلة الأولى من المشروع بنحو 39 كم مربع، وتشكّل ما نسبته 10% من المساحة الإجماليّة للمشروع، وسط توقعات رسمية باستكمال المرحلة بحدود عام 2030، في حين سيتم الانتهاء الكلي من المشروع عام 2050.

وأعلنت الحكومة عن موقع المشروع الذي أحيط بداية الأمر بسرية كبيرة، حيث حدد مكانه بموقع متوسط بين المدينتين، حيث سيتمّ في موقع متوسّط يبعد نحو 30 كم عن العاصمة عمّان، و30 كم عن مدينة الزرقاء.

كما تقع المدينة الجديدة على الطرق الدوليّة التي تربط الأردن بالسعودية والعراق. وفي أعقاب الإعلان المفاجئ عن المشروع، قفزت أسعار الأراضي في المواقع المفترضة لبناء المدينة، لكن الإعلان الرسمي بيّن أن المشروع في جميع مراحله سيقام على أرض مملوكة بالكامل للدولة، ومحاطة أيضاً بأراضٍ تملكها الدولة.

ومن المقرر أن تشكل الوزارات والمؤسّسات والدوائر الحكوميّة النواة والركيزة الأساسيّة لإقامة المشروع، وبحسب الإعلان الرسمي، سيتمّ نقل الكثير من الوزارات والمؤسسات إلى المدينة الجديدة خلال مراحل مختلفة.