خسرت أسعار النفط العالمية نحو 3% من قيمتها اليوم الخميس، ليخسر سعر برميل العقود الآجلة لخام "برنت" عند التسوية 1.73 دولار أو 2.72% إلى 61.93 دولاراً، فيما خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي.
هبوط الأسعار جاء تحت ضغط ضعف الأداء في أسواق الأسهم الأميركية، وتوقعات بارتفاع إنتاج الخام في خليج المكسيك في أعقاب إعصار ضرب المنطقة الأسبوع الماضي، بعدما كان السعر ارتفع في وقت سابق من الجلسة عقب قول إيران إنها احتجزت ناقلة أجنبية في الخليج.
وقالت الحكومة الأميركية اليوم الخميس، إن انتاج كل من النفط الخام والغاز الطبيعي من المنصات البحرية في خليج المكسيك ما زال منخفضا بنسبة 19% في أعقاب العاصفة المدارية باري.
المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن الوكالة تخفض توقعاتها للطلب العالمي على النفط في 2019 بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي وسط النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مشيراً إلى خفض الطلب إلى 1.1 مليون برميل يوميا، وقد تخفضها مجددا إذا اعترى الاقتصاد العالمي، وخصوصا الصين، المزيد من الضعف.
وفي العام الماضي، توقعت وكالة الطاقة أن ينمو الطلب العالمي على النفط في 2019 بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا، لكنها خفضت توقعات النمو إلى 1.2 مليون برميل يوميا في يونيو/حزيران الماضي.
وقال بيرول لرويترز في مقابلة إن "الصين تشهد أبطأ نمو اقتصادي في العقود الثلاثة الماضية، وكذلك بعض الاقتصادات المتقدمة... إذا أظهر الاقتصاد العالمي أداء أسوأ مما نفترض، فإننا قد ننظر في أرقامنا من جديد في الأشهر الثلاثة التالية".
وأضاف أن الطلب على النفط تضرر جراء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في وقت يُغرق فيه النفط الأسواق بسبب ارتفاع الإنتاج الصخري الأميركي، متوقعاً أن ينمو إنتاج النفط الأميركي بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا في 2019، وهي وتيرة أبطأ من تلك التي زاد بها الإنتاج في 2018 والبالغة 2.2 مليون برميل يوميا، ومضيفا أن "هذه الكميات ستدخل سوقا يتراجع فيها نمو الطلب".
وأشار إلى أن وكالة الطاقة قلقة من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، لا سيما حول مضيق هرمز، الممر الملاحي الذي يربط منتجي النفط الخليجيين بالأسواق في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية ومناطق أُخرى.
وتابع أن أسعار النفط التي تقارب 65 دولاراً للبرميل تأخذ في الحسبان التوترات المتعلقة بإيران وليبيا وفنزويلا، وكذلك المخاوف المرتبطة بالخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين. غير أنه أضاف أنه لا يتوقع قفزة كبيرة في الأسعار لأن هناك "الكثير من النفط، وهذا يرجع في الأساس إلى الطفرة الصخرية في الولايات المتحدة".