وتحالفت منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا ومنتجون آخرون، في ما يعرف بمجموعة أوبك+، مع دول أخرى تضخ النفط من بينها الولايات المتحدة لخفض المعروض حوالي 20 مليون برميل يوميا. يعادل ذلك نحو 20% من الطلب العالمي قبيل جائحة فيروس كورونا، مما يجعلها خطوة غير مسبوقة لمعالجة تراجع استثنائي في الأسعار خلال الربع الأول من العام دفعها في مارس/ آذار لتسجيل أدنى مستوياتها في 18 عاما.
وارتفع النفط اليوم الخميس عقب خسائر حادة تكبدها في الجلسة السابقة بفعل آمال بأن زيادة كبيرة في المخزونات الأميركية ربما تعني أنه ليس أمام المنتجين سوى خيار محدود يتمثل في تعميق خفض الإنتاج في ظل سحق جائحة فيروس كورونا للطلب.
ومع صدور بيانات رسمية أظهرت ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بأكبر قدر على الإطلاق، انخفض خام غرب تكساس الأميركي أمس الأربعاء لأدنى مستوياته منذ فبراير/ شباط 2002، فيما تراجع خام برنت أكثر من 6%.
وارتفع خام برنت 36 سنتا أو 1.3% إلى 28.05 دولارا للبرميل اليوم الخميس، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي عشر سنتات أو 0.5% إلى 19.97 دولاراً.
وقال يوجين فاينبرغ، محلل سوق النفط لدى كومرتس بنك، متحدثا عن هدف الإنتاج: "يبدو أن الجميع أدرك أن هذا ببساطة مستحيل سواء فنيا أو حسابيا. مهما حاولت أوبك إقناع السوق بقوتها وعزيمتها، فهي لم تنجح حتى الآن".
وفي صفقتها المبرمة مطلع الأسبوع، اتفقت أوبك+ على خفض الإنتاج 9.7 ملايين برميل يوميا في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران. أما باقي التخفيضات، من الولايات المتحدة وكندا وغيرهما، فأقل تبلورا ومن المنتظر أن تنتج من انخفاض الأسعار وأن تحدث تدريجيا.
وقال ايه.بي.إن أمرو في مذكرة: "ربما توقع البعض، نتيجة لاتفاق خفض الإنتاج غير المسبوق هذا، أن تقفز الأسعار. لم يحدث ذلك". وأضاف البنك أن السوق كانت قد استوعبت بالفعل في حساب الأسعار إبرام اتفاق بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن من المتوقع حدوثه خلال أوائل إبريل/ نيسان.
وأكد وزير الطاقة السعودي أن التخفيضات الفعلية ستصل إلى 19.5 مليون برميل يوميا، عند حساب تخفيضات قدرها 3.7 ملايين برميل يوميا تعهد بها منتجو مجموعة العشرين ومشتريات لملء الاحتياطيات الاستراتيجية بنحو 200 مليون برميل على مدى الشهرين المقبلين.
لكن وكالة الطاقة الدولية، مستشار الطاقة للاقتصادات الصناعية، لم تذكر خططا كهذه في تقريرها اليوم الأربعاء، قائلة إنها "لا تزال تنتظر مزيدا من التفاصيل بشأن بعض تخفيضات الإنتاج المزمعة ومقترحات لاستخدام المخزون الاستراتيجي".
وأضافت وكالة الطاقة أن تحويل كميات من النفط إلى المخزونات الاستراتيجية قد يعادل سحب حوالي مليوني برميل يوميا من السوق. لكن هذا لا يصل بنا إلى إجمالي العشرين مليون برميل. وقالت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية إنها قد تشتري النفط لإعادة ملء الاحتياطيات.
وتعتزم الهند ملء احتياطيها البترولي الاستراتيجي عن آخره بحلول الأسبوع الثالث من مايو/ أيار، عن طريق نقل نحو 19 مليون برميل إلى المواقع بحلول ذلك الحين.
وفي تكساس، لم تسفر محادثات مطولة بين المسؤولين التنظيميين لقطاع الطاقة وكبار المسؤولين التنفيذيين للشركات حتى الآن عن نتيجة، في ما يتعلق بخطوة لخفض الإنتاج مليون برميل يوميا.
وتذهب مسودة بيان ختامي من أوبك+ اطلعت عليها رويترز، تضمنت أن التخفيضات العالمية ستتجاوز 20 مليون برميل يوميا، إلى إدراج حتى تراجعات الإنتاج غير الطوعية في إيران وليبيا وفنزويلا، وهي دول أوبك غير المشمولة بالتخفيضات بسبب عقوبات أميركية أو صراعات داخلية.
أخذت أوبك+ في الحسبان أيضا الفرق بين الإنتاج الحالي وخط الأساس المستخدم لحساب التخفيضات، وهو أقل بكثير لمنتجين مثل السعودية والإمارات اللتين قالتا إنهما رفعتا الإنتاج في الأسابيع الأخيرة.
لكن البيان المنشور حذف أي ذكر لرقم العشرين مليون برميل يوميا أو طريقة حسابه. وأبلغ متعامل في العقود الآجلة للخام رويترز: "كلما حاك المنتجون رقما أعلى، قلت مصداقيته. واقعيا أعتقد أن الخفض الفعلي سيكون أقرب إلى ثلث ذلك، حوالي سبعة إلى ثمانية ملايين برميل يوميا.
(رويترز، العربي الجديد)